٩|شُعلةٌ مُخمدَة

111 25 6
                                    

قُربَ سريرهِ جلسَ مُتكِئاً، على أرضيةِ غرفتهِ ساكِنًا
ضامّاً لساقيهِ ناحيةَ صدرهِ، وبصرهُ ثُبّت على قُرصِ القمَر

دفترهُ مُلقَىً بقربهِ، ولكنّه لم يكتُب بهِ شَيئاً يُذكَر
فقد كانَ يحدّقُ بعمقٍ بذلكَ القمرِ، ولا شيءَ يجولُ برأسهِ سِوى شكلهِ الذي رُسِم لبندقيتيهِ كي تتأمّلهُ

لاحظَ تلاشي جزءٍ مِن قمرهِ، ففكّرَ وسطَ تأمّله..
"أوهبتَ جُزءاً منكَ يا قمَر؟، أم فقدتهُ جرّاءَ خَطأ؟..
هل أفرطتَ أم فرّطتَ يا قمَر؟"

أغلقَ جفنيهِ يستقبلُ الرّياحَ التي زارَت غرفتهُ
وجعلت من ستائرِ نافذتهَا تتراقصُ ببهجةٍ

لا حولَ لهُ اليومَ للكتابةِ بدفترهِ، فقد باتَ مُرهقًا عاجِزًا عنِ التحرّكِ
وخيرُ دليلٍ أنّه أسندَ رأسهُ على الحائطِ قربهُ هامِساً بكلماتٍ أهلكت قلبهُ..
"لقد وهبتُ جزءاً منّي يا قمر، ولكنّي فقدتهُ أيضَاً..
أفرَطتُ بالإهتمامِ سابِقًا، وها أنا أُفرّطُ بالسؤالِ البسيطِ فقَط"

"الغريبُ في الأمرِ أنه لم يحدُث شيءٌ أبدًا، لم يُخطئ أحدُنا بحقِّ أحَد..
إذاً لمَ أخمِدت تلكَ الشُعلةُ بينَنا يا قمَر؟"

"حاولتُ جاهِداً اشعَالها ولكن لم أفلِح يا قمَر، أريدُ أن يُمسكَ بيدي كي نُشعِلها معًا ولا تُعاوِدَ الإِنطفاءَ كلّما هبّتِ الرّياح حولَها وعصَفت..

فلقد تعِبت يدي من جُهدِ المُحاولةِ، ودبّ اليأسُ قلبِي مُتهيمِناً".
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغWhere stories live. Discover now