٧|مُطفَأ

133 25 5
                                    

كانَ وقتَها يحاوِلُ جاهِدًا إغلاقَ جفنيهِ والسفرَ لعالمِ أحلامهِ الورديّ
ولكِن كلّما أغلقها تُهاجِم الأفكارُ عقلهُ مانِعةً إيّاهُ منَ المُضِيّ!

يتقلّب أعلى فراشهِ مرارًا متضجّرًا، عليهِ النومُ وإلّا سيُطرَدُ حَتمًا!
جلسَ بعدَ أن بائَت محاوَلاتهُ بالفشًل، مُكتّفاً لذراعيهِ مُتنهّداً بِملَل

قادَ خطواتهُ ناحِيةَ فناءِ منزلهِ، لا علاجَ لِهذا سِوى تأمّلِ قمَرهِ
فرُبما يزورهُ النعاسُ حِينها، ويأخذهُ في رحلةٍ لكي ينامَ هنِيئاً

جلسَ بأحدِ كراسيّ الفناء بهدوءٍ تامٍ كمَا الأجواءُ حولهُ، الظلامُ حالِكٌ ولا ضوءَ غيرَ ضوءِ قمَرهِ

كانت ملامِحهُ مُطفأةً كما مشاعِره، هادئًا ساكنًا يُحدّق بقمَرهِ
خصلاتُ شعرهِ السّوداءِ تطايَرت معَ الرّياح التي تهبّ حوله

والجوّ كانَ قاسٍ ببرودةٍ لا ترحم..

"أتشعرُ بالبردِ هنالِكَ أيضًا يا قمَر؟..
أم أنّ شمسكَ تقومُ بتدفئتكَ كَما يجِب؟"

"هل أنتَ سعيدٌ بِما تبذلهُ مِن أجلكَ؟، أم أنّ بُعدها عنكَ لم يفِ بالغرَض؟
عليكَ أن تكونَ فخورًا بِما تفعلهُ لأجلِكَ يا قمَر"

ابتسمَ بخفةٍ وأخرجَ دفترهُ الّذي لن ينسَ بالطّبعِ أخذهُ معهُ أينمَا ذهَب..
"رُغم بُعدها عنكَ يا قمَر..
فهي تبذِلُ الكثيرَ من أجلكَ كي تُضيءَ ولا تُطفَأ..
أمّا أنا..
فمُطفأٌ لا شمسَ تُضيئني، ولا نجومَ تُساندني، فلتشكُرها يا قمَر..
أشكُرها قبلَ أن تذهَب وتندَم".

"كنّا نتفقُ كثيرًا يا قمَر، ما باُلكَ أصبحتَ تختلِفُ عنّي يومًا بعدَ يوم؟
إيّاكَ أن تتركَني أنتَ الآخَر لقَد حذّرتُك!"

قهقهَ بخفةٍ ممّا تفوّه بهِ، ودلفَ عائِدًا لغُرفتهِ.
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغWhere stories live. Discover now