١٦|عَثراتُ الألَم

86 26 8
                                    

مُستلقِيًا على فراشهِ قَد كانَ
مُريحًا برأسهِ أعلَى الوِسادَة

الشمسُ كانَت مُشرِقةً وأهدتهُ بعضًا مِن أشعّتها
ولربمَا هيَ التِي تسبّبت بإيقَاظِه في يومِ العطلةِ هَذا

فتحَ هاتفهُ ناقِرًا تطبيقَ الرّسائلِ الخاصّ بهِ
تأمّلَ الأيقوناتِ التي وُضعِت بجانِبها تواريخٌ طالَ زمانُها

زمّ شفتيهِ وشعرَ بوخزةِ ألمٍ أيسرَ صدرهِ
عندمَا رَأى بأنّ آخِر رسائِلَ معَ رفاقهِ كانَ هوَ الذِي يُكافِح ويُبادِر بهَا بحُب

لِذا..
هوَ لم يفعَل شيئًا سِوى أنّه قامَ بمحوِّ كلِّ شَيء
حتّى الدّردشاتِ التِي أقسمَ ألّا يحذِفهَا بيومٍ منَ الأيّامِ ها قَد حَذفَها الآن وسيُصبِح مصيرُهَا النّسَيان

وقَعت بُندقيّتاه عَلى أمرٍ آخَر الآن، عَلى تاريخِ اليومِ الذِي صادفَ يومَ مِيلادهِ
ابتسمَ بخفّةٍ يسخرُ مِن نفسهِ، أيظنُّ فِعلًا بأنّ أحدًا سيقومُ بتذكّره؟

وأيضًا..
هل عليهٍ انتظارُ قمَرهِ كَي يشكُو إليهِ عمّا خالجَ قلبهُ؟

هزّ رأسهُ بالنّفي، لينهضَ مِن عَلى فراشهِ عَلى عجلٍ..
"سينطلقُ قِطارُك اليومَ تايهِيونغ ولن يعترضَ طريقَهُ أحَد"

بدّل ثيابهُ ليخرجَ مِن منزلهِ
وإبتسامةٌ لطيفةٌ رُسِمت عَلى ثغرهِ

كانَ سيسيرُ مُدليًا برأسهِ كمَا يفعلُ دائِمًا
ولكنّه اليومَ قامَ برفعهِ عالِيًا

تأمّل جمالَ الصّباح الذِي كانَ يتغافلُ عنهُ منذُ مدّةٍ
ولقمَرهِ الباهتِ الذِي همسَ لهُ بخفّةِ..
"أراكَ ليلًا قمَري"

عدّل مِن وضعِ الوشاحِ الذِي التفَّ حولَ عُنقهِ
ووضعَ بيديهِ داخلَ جيبيهِ

يمشِي وقتمَا يتأمّلُ كلَّ شَيءِ..
من أشجارٍ سماءٍ وحتّى الأشخاصُ والسُّحبِ

استوقفهُ سيرُ شابّين بقربهِ، كان الودُّ واضِحًا بينهُما
كمَا أنّ أحَدهُما كانَ يضعَ بذراعهِ حولَ عنقِ صديقهِ
وكِلاهُما كانَا يضحكانِ بصخَبٍ

ابتسمَ يزمّ شفتيهِ وزفرَ بعمقٍ
وشعورٌ جميلٌ اعترَى قلبهُ

كمََن يقولُ لهُ لَا بأسَ بوحدتكَ كَما صداقتهُما
لا بأسَ بأيّ شيءٍ تايهِيونغ

أكملَ سيرهُ ودخلَ لمحلّ المثلّجاتِ القريبِ لقلبهِ
والذِي لم يقُم بزيارتهِ وتجاهلهُ كَثيرًا منَ الوقتِ

صحيحٌ بأنّ عثراتَ الألمِ لا زالَت تُعرقّل دربَهَ
ألَا أنّه يواصلُ سيرهُ يتكبّدُ العناءَ بقوتهِ

قامَ بشراءِ العديدِ منَ الحلويّاتِ التِي يُحبّها
وخرجَ وقتمَا يأكلُ مثلّجاتهُ الّلذيذةَ

أمضَى سائرَ يومهِ سعِيدًا
حتّى أنّه شاركَ بعضَ الأطفالِ باللعبِ بأوسطِ الحديقةِ

يقهقهُ بعلوٍ وسعادةٍ غامِرة
كمَن أُزيحَ عن قلبهِ ألمٌ دامَ طوِيلًا

وحينمَا حلّ الليلُ أمسكَ بدفترهِ وجلسَ ليُخاطِب رفيقهُ
بِما حدثَ اليومَ مِن أمورٍ جعَلت من خافِقهِ ينبُض سعِيدًا،
بِما جعلَ ضحكتهُ تخرجُ بصدقٍ، ومَا جعلَ هالةً مِن المرحِ الغيرِ مُعتادٍ تطوفُ حولَه

"لقَد كانتِ السّعادةُ أمامِيَ طوالَ الوقتِ قمرِي..
ولكنّي مَن كنتُ أحبسُ ذاتيَ بدوامةِ الحُزنِ"

"لا بأسَ بالبقاءِ بمفردِي يا قمَر..
ولَن أجعلَ سعادتِي بيدِ أحَد"

"لقَد تعلّمتُ درسِيَ يا قمَر، لقَد أدركتُه تمامًا أكثرَ مِن أيّ وقتٍ مضَى"

"وهَا قَد انطَلقَ قِطاريَ بالفِعلِ وحقّقتُ وعدِيَ لنفسِي ولكَ يا قمَر".
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغKde žijí příběhy. Začni objevovat