١٠|سُكون

107 27 0
                                    

توَالت الأيّامُ وهوَ على ذاتِ حالِهِ
يومًا يلِي الآخرَ ولا يكَادُ يختلِفُ عَن سابقِهِ

بشوارعِ المدينةِ كانَ يمشِي هادِئاً، يحدّقُ لما أسفلهُ واهِناً
يبدو كمَن لا روحَ تسكنُ داخله، ولا هالةَ تخبّركَ عمّا يعتري قلبهِ

يتعجّبُ فِعلًا بكيفَ أمسَى لا يشعرُ بما حولهُ، ولا مشاعرَ تعنّفُ قلبهُ
هوَ فقَط..
ساكِن، ساكِنٌ كمَا خطواتِهِ..

ساكِنٌ كمَا أفكارِه، كطيفٍ يعبّرُ ولا أحدَ يشعرُ بعبورهِ..
كظلٍ لا يلحظُ أحدَاً وجودهُ..

نسماتُ الهواءِ كانت تعبثُ بثيابهِ، تشدّهُ مرةً وتفلتهُ بمرةٍ
كما لو أنّها تودّ منهُ رفعَ رأسهِ، والنظر لشيءٍ سِوى وقعاتِ خطواتهِ

ولكنهُ واصَل التقدّم بذاتِ حالهِ، حتى حطّت أقدامه عتبةَ منزلهِ
جلسَ أعلاهَا يزفرُ بعمقٍ، رافِعاً بصرهُ ناحيةَ قمرهِ

أرسلَ بسمةً طفيفةً كمن يُطمئِن خليلهُ، وأتبعهَا بقهقهةٍ قصيرةٍ تعقُبهَا علاماتُ استفهامٍ مِن قبلهِ

العبوسُ اعتلى وجههُ سرِيعًا، فزمّ شفتيهِ مُكمِلاً تحديقهُ
تنهّدٌ عميقٌ أتبعهُ بإخراجِ دفترهِ ماسِحاً على ظاهرهِ

ليفتحَ صفحاتهُ كاتِباً بداخلهِ..
"لقد تأخرتُ صحِيح؟..
أعتذرُ قمَري..
أخذتُ الكثيرَ منَ الوقتِ بمفردِي، وها أنَا الآن عدتُ لرفيقِي"

"أودُ بأن أخبركَ بأنّني لم أعد أشعرُ بشيءٍ يا قمَر..
الفراغُ يتوسّط أضُلعي، ماحِياً لمشاعِري..
لم أعد أشعرُ بالحزنِ، ولا البؤسِ، لا سعادةَ اخترقتني لتُنسيَني، ولم يعد أحدٌ مِن أجلي، لا زلتُ على ذاتِ حالي.."

"لا أدرِي مَا السَبب، ولكنّي أشعرُ بأنّني أفضَل،
إنّني بخيرٍ يا قمَر"

نفسٌ عميقٌ سحبهُ لرئتيهِ، ليُخطّ بعدَها باضطرابٍ مقِيت..

"ربما..؟".
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن