١١|يقظَة

111 25 8
                                    

أسفلَ أحدِ التلالِ قصدَ مُوقِفاً لسيارتهِ جانِباً
مُغلِقاً لبابِها قائِداً خطواتهُ الواهِنة

المكانُ حالكُ الظُلمةِ لوَلا ضوءُ قمرهِ
ولا ترى سِوى كيانِ الشجرِ

صعدَ التلّ واقِفاً على حافتهِ، فاستقبلتهُ الرّياحُ الباردة مرحّبةً بهِ
أفردَ ذراعيهِ كطائرٍ يستعدُ لبدءِ تحليقهِ، ونفسٌ عميقٌ اخترقَ صدرهُ

زفرَ ببطءٍ وأغلق جفنيهِ، لكِن..
زلّت احدى قدميهِ!

فانتهى بهِ الأمرُ ساقِطاً، كاتِماً لتنفّسهِ مخترِقاً لعمقِ النهرِ
ذلك النهرُ الذي كانَ أسفلَ التلّ قابِعاً..

جسدهُ اندفعَ للأسفلِ عميقًا، وخفقانُ قلبهِ باتَ سرِيعاً
لم يبدِ أيّةَ مقاومةٍ تُذكَر، يبدو كمَن يسلّم روحهُ للموتُ حلِيفاً

الأصواتُ انعدمت من حولهِ، والظُلمةُ غلّفت عينيهِ
ولا زالَ جسدهُ يتهاوَى بفعلِ تيارِ النهرِ

"ستكونُ بخيرٍ تايهِيونغ، للأعلى اسبَح ولا تخَف""لقد غسلتَ شجوَكَ بداخلِ النهر، وسيُمحى قريبًا فلتطمئِن"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"ستكونُ بخيرٍ تايهِيونغ، للأعلى اسبَح ولا تخَف"
"لقد غسلتَ شجوَكَ بداخلِ النهر، وسيُمحى قريبًا فلتطمئِن"

ابتسامةٌ طفيفةٌ اعتلت معالِمهُ، فشدّ ذراعيهِ المرخِيتَين لينقذَ نفسهُوبسرعةٍ خاطفةٍ رفعَ ثُقلَ جسده، ليشهق بقوةٍ ساعِلاً بوهنٍ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ابتسامةٌ طفيفةٌ اعتلت معالِمهُ، فشدّ ذراعيهِ المرخِيتَين لينقذَ نفسهُ
وبسرعةٍ خاطفةٍ رفعَ ثُقلَ جسده، ليشهق بقوةٍ ساعِلاً بوهنٍ

صوتُ تنفّسهِ السريعِ كانَ واضِحاً، وضرباتُ قلبهِ ازدادَت عُنفاً
تلّفت مِن حولهِ علّه يلمحُ أحدًا، ينقذهُ من وسطِ النهرِ فلقد أصبحَ خائِفاً

ابتلعَ ريقهُ عندَما تأكّد بأن لا أحدَ سواهُ هُنا، وتملّك القلقُ قلبهُ
الجرحُ الذي بقدمِه بدأ بإيلامهِ، وسوادُ الليلِ لم يكن ليساعِده

رفعَ بندقيتيهِ الحائرةَ تِجاهَ قمَرهِ، وأرجعَ خُصلاتِ شعرهِ المبتلةِ محدّقاً بهِ
ما عساهُ يفعلُ بهكَذا حَال؟، وكيفَ يُخرجُ ذاتهُ من هذهِ المِياه؟

لمحَ صخورًا بقربِ النهرِ، فسبحَ ناحيتها بمساندةِ ضوءِ قمَرهِ
تنفّس الصعداءَ عندما صعِدَ على إحداهَا مُستلقياً، يتأمّلُ انعكاسَ ضوءِ القمرِ على سطحِ ذلكَ النهرِ

مرّت دقائقٌ على حالهِ، فجلسَ ضامّاً ساقيه ناحيةَ صدرهِ
يشعرُ بالبردِ يلفحُ بجسدهِ، وثيابهُ المبتلةُ زادَت من سوءِ وضعهِ

رغم ذلك كان يشعرُ بسعادةٍ غارمةِ، وكأنّ مياهَ النهرِ شفت ألمهُ
ورغمَ قدمهِ التي لا زالَت تنزفُ ببطءٍ، ألا أنّه استقامَ قاصِداً سيارتهُ

تسلّقَ التلّ بمفردهِ، وقفزَ إلى أسفلهِ..
اخترقَ النهرَ غارِقاً بمنتصفهِ، ولكنّه أنقذَ نفسهُ بنفسهِ..

رغمَ آلامهِ والندوبِ التي بقلبهِ، هو واصلَ بخطواتهِ..
كسجينِ شجوٍ يَجرُّ سلاسلهُ، طالباً للحريّةِ مهمَا أثقلتهُ..

يشعرُ بالرّاحةِ تتسلّل فؤادهُ، كعصفِ النسيمِ العليلِ حولهُ

"أجَل.. أنتَ بخيرٍ تايهِيونغ"
نطقَ خاطِيًا بخطواتهِ العرجاءِ ناحيةَ سيارتهِ، وإبتسامةٌ واسعةٌ تعتلي ثغرَه.
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن