٢١|نِهايَةُ المَطَاف

127 26 52
                                    

بعدَ انهائِهِ لدوامهِ خرجَ ناحيةَ المكتبةِ
فاتِحًا بابهَا بابتسامتهِ اللطيفةِ الآسِرة

اتّجهَ ناحيةَ المكانِ الذي سبقَ واشترَى مِنهُ دفترهُ
راجيًا بداخِلهِ أن يجدَ واحِدًا مِن ذاتِ نوعهِ

سعادةٌ غمَرت قلبهُ عندمَا لفتَ لونهُ الدّاكنُ ذاكَ نظرهُ
ليمسِكَ بهِ وينوِي المُغادرةَ ولكِنّه تذكّرَ أمرًا قد استوقفَهُ

أخذَ دفترًا آخرَ ولكنّهُ كانَ بلونٍ مُغايرٍ
وخرجَ بعدَ أن دفعَ ثمنهُما مُتجّهًا لمكانٍ آخَرٍ

عيناهُ لم تكُن تستقرُّ على الأرضِ كمَا اعتادَ أن يفعَل
بل كانَ ينظرُ حولهُ مُتأمّلاً أن يقعَ على نظرهِ أحدٌ مَا..
شخصٌ يودُّ اليومَ لقائَهُ وبشدّةٍ، أنْ يتحدّثَ معهُ ليخبرَهُ أمرًا

انعطَفَ داخِلاً لتلكَ الحديقةِ الجميلةِ والتي تبدو أبهَى ليلاً
يرجو بداخِلهِ أن يجدَ بهَا رفيقهُ

توقّفَت خطواتُهُ عندمَا رآهُ بذلكَ الكُرسيّ
مُنكِسًا رأسهُ ينظرُ لمَا أسفلهُ بصمتٍ

يبدو كمَن بقلبهِ جِبالاً مِن الحُزنِ العمِيقِ
حزنٌ تستطيعُ لمحهُ بعينيهِ الحائرتَينِ

زمّ تايهِيونغُ شفتيهِ واتّجهَ ليقفَ على مقربةٍ مِنه
مُعانِقًا لصدرهِ الدّفترينِ ينتظرُ أن يرفعَ الآخرُ رأسهُ

وبالفعلِ قامَ صديقهُ برفعِ عينيهِ الباهتتَينِ نحوهُ
فاتّسعت حدقتاهُ بشيءٍ منَ الصّدمةِ الوَاضِحةِ

ابتسمَ الواقفُ بلطفٍ لذلكَ الذِي ينظرُ لهُ بغيرِ تصدِيق
فمدّ بالدّفترِ ناحيتهُ قائِلاً بنبرتهِ العميقَةِ الهَادِئة..
"إنّهُ لك..
إن احتَجت أنْ تتحدّث وأنْ تُفرغَ مَا بِداخِلك مِن فوضَى
تستطَيعُ أنْ تُخبرَ القمَرَ كمَا أفعَل"

أمسكَ رفيقهُ بالدّفترِ وحدّق بهِ مُبتسِمًا
ولكِن بسمتهُ تِلك لم تَكُن سِوى مُنكسِرةً

بسببِ الواقِفِ أمامهُ والذِي لا زَال يغمُرهُ بلُطفِه كمَا المُعتاد
لُطفٌ لم يحصُل على مثيلِهِ حتّى الآن

"آسِف.."
هذَا مَا نطَقَ بهِ الجالسُ قبلَ أن يعاوِد انزالَ رأسهِ يُخفِي تقوّسَ شفتيهِ
ولكّنهُ جعلَ مِن تايهٍيونغ يجلسُ القرفصَاء وقتَما يضعُ يديهِ بجانبيّ وجههِ ينظرُ إليهِ

صمتَ تايهِيونغ لثوانٍ دونَ قولِ شيء
ولكنّه بالنّهايةِ تحدّث بقولهِ..
"أنَا..
لا أريدُ مِنكَ أن تحزنَ هكَذا"
"لمْ ينتهِ العالَمُ صدّقني"

تقوّسُ شفتيّ صديقهِ ازدادَ بعدَ كلماتِهِ
ليتنهّد تايهِيونغ بعمقٍ وينظرَ لعينيهِ التي لا تحدّقُ بهِ

"لقَد أعطيتكَ هذَا الدّفترَ لسببٍ واحدٍ..
لكي تلتجِئ إليهِ عندمَا لا تجدُ مَن يقفُ بجانِبك
عندَما تحزَن، وتيأس، وعندمَا تتعَبُ مِن كُلّ شيء"

"سيستمِعُ لكَ قمرِي، سيفعلُ أوه؟"
أمالَ برأسهِ ينظرُ للآخرِ مُبتسِمًا بوسعٍ، ليحدّق رفيقهُ بعينيهِ قائِلاً..

"ألستَ حزينًا تاي؟..
ألا تكرَهُني؟"
هدوءّ عمّ المكانَ بعدَ قولِهِ، فنفَى تايهٍيونغَ هازّاً برأسِهِ

"أنَا بخيرٍ"
عاودَ رسمَ ابتسامتِهِ الجميلةِ واستقَامَ مِن مكانِهِ

"انهَض.."
مدّ يدهُ للجالسِ الذي استغرَب تصرّفهُ هذَا
ولكنّهُ أمسكَ بيدهِ واستقامَ ليقفَ أمامَه

"لا تجعَل نفسكَ حبيسًا للذّكريَات
لا تجعلهَا تُسيطِر عليكَ مُطلَقًا
اصنَع ذكريَاتٍ جميلةٍ وإن لَم أكُن مَعك.."

"تخيّل أنّني فقَط مَحطّةٌ توقّفتَ عِندَها وبعدَها ستُكمِل رِحلَتك"

"كُن قِطَارًا يمضِي رفيقِي"
تلألأت عينَا رفيقِهِ بإمتنَانٍ بسببِ كلماتِهِ السّابِقة
لطَالمَا كانَت كلِماتُ تايهِيونغَ لطيفةً بالنّسبةِ إليهِ رُغمَ الألمِ الذِي زرعهُ بقلبِه

"سأفعَلُ تايهِيونغ، أعِدك"
أومأ تايهِيونغ يؤيّد قول رفيقِهِ، وبعدَها التفتَ بعدَ أن قامَ بتوديعِهِ قائِلاً..

"سنترُك هذَا المكانَ معًا..
كمَا كُنّا نأتيهِ معًا..
لا تلتفِت للوراءِ ولن أفعَل أيضًا، لا أريدُ رؤيةَ ظهركَ يبتعِد عَن ناظِريّ فأحزَن"
غادرَ كِلاهُما المكانَ سويّاً، ولَم يلتفِت أحدُهمَا تِجاهَ الآخرِ فِعلًا

أمسكَ تايهِيونغ بدفترِهِ كاتِبًا..
"لقَد انتهَى كُلّ شيءٍ قمرِي، شُكرًا لبقائِكَ قُربي".
_____

ومِن ناحيةٍ أخرَى هُنالِك مَن كتَب..
"مَرحبًا..
أستكونُ صدِيقًا ليَ يا قمَر؟"

"لقَد فقدتُ اليومَ صدِيقًا آخَر، لقَد فقدتُ جُزءاً مِنّي وكُنتُ أنَا السّبب..
كالمُعتادِ أجَل..".
_____

تمَّ إنهَاءُ كِتابِ قمَر✔

رأيكَ العَام بالكِتَاب؟..

أيُّ فائِدةٍ تحصّلتَ عليهَا مِنه؟..

أكثَرُ جُزءِ أعجَبك؟..

هُنالِكَ عِدّةُ أهدَافٍ وددّتُ إيضَاحهَا ومُحاولَةِ الوصُولِ إليهَا عبرَ كِتابَتِي لهذَا الكِتَاب، أتمنّى أن أكونَ قد حقّقتها وأنّكم قد شَعرتُم بِمَا يشعرُ بهِ تايهِيونغَ أيضَاً😭💜..

تستطيعُونَ مُناقشَة كلَّ شيءٍ هُنا وسأشارِككُم ذلِك..

شُكرًا للِقراءَة☆'.







قَمَر | كِيم تايهِيونغDove le storie prendono vita. Scoprilo ora