٢٥- زيارة عند منتصف الليل.

2.8K 208 257
                                    

كانت تمشي بسرعة بين الأزقة بملامح تكاد تنفجر غضباً وكل معاني السخط قد تجمعت داخلها.

هي منزعجة وتبحث عن طريق للخلاص وهو لم يزد من الأمر سوى سوء.

كان يركض على بعد مسافة منها يحاول اللحاق بها.

ملامحه كانت عكسها تماماً. كانت قلقة، متوترة وخائفة.

مما هو خائف؟

لا يعلم.

لكنه يشعر أنه سيفقدها من جديد إذ ما تركها تذهب هكذا. وكأن كل أماله معلقة على التي تهرب منه الآن، على شبيهتها.

الطريقة التي شعر بها نايحتها كانت غريبة، غريبة جداً عليه!

"أنتظري." صاح يقلل من سرعته حينما أقترب منها.

أمسك رسغها وسحبها رغم عنها ليقابل جسدها خاصته.

تلقائيا أشتحنت النظرات بينهما أكثر. خاصتها كانت تلمع بغضب بينما عسليتيه كانت تبرق بتوتر.

"ماذا تريد الآن؟" تكلمت بغضب تسحب ذراعها من يده بعنف.

"مساعدتك." عرض عليها وهو يتنفس بصعوبة. صدره كان يعلو ويهبط بوتيرة سريعة. كان يشعر أن نبضات قلبه المتسارعة على وشك أختراق ضلوعه فقد كان يركض في شوارع روما لمدة ساعتين كاملتين باحث عنها.

"لا أريد أي شيئا منك، لقد أخطئت حينما طلبت منك المساعدة وها أنا قد سحبت طلبي وغادرت بعيدا عنك. لم تقوم بملاحقتي؟" تحدثت بتهجم وحواجب معقودة بحنق. كانت ثائرة للغاية في تلك اللحظة. وكأنها كانت تنتظر أن تنفجر على أحدهم غاضبا حتى تعبر عن أحاسيسها.

هي أكتفت وتريد الهروب.

كل ما أردته حياة جديدة بعيدًا عن الماضي وذكرياته الأليمة.

إلا أن هذا الرجل لا يريد تركها وشأنها.

"فتاة قاصر تتسكع في شوارع بملامح وجه محجوبة وتطلب مني تخبئتها لأن زوج والدتها يبحث عنها بعد أن هربت منه لأنه تحرش بها. ماذا تريدين مني أقول لكِ في هكذا حالة؟" صاح بغضب هو الأخر لأنه يعلم يقين أنها كاذبة.

عقربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن