٢٤- الانتقام الأول.

1K 110 136
                                    

"هل تظنين أن أمرنا سيكشف؟" تسائلت زهراء فور خروجنا.

"أتمنى إن لا يحدث ذلك." رددت عليها كاذبة.

في حقيقة كنت أغوص في دوائر لا نهائية من تساؤلات حيال ما سيأول إليه الأمر بالنهاية.

تنهدت بقلق ثم نظرت إلى الأرض بحيرة.

هل هذه الحيلة ستنطلي على العقرب؟

هل ستنطلي على جميع من في أكاديمية؟

هل سأصبح محور شكوك وخوف الكل أكثر من أي وقت مضى؟

أما أنني سأقع في الشبكة التي نصبتها كمين لهم أو أصبح أنا فريسة للعقرب؟

قد سبق وعطلت كاميرات المراقبة المتواجدة في المكتبة والممرات المجاورة لها لفترة وجيزة لا تتجاوز خمسة عشر دقيقة.

لكني قد تجاوزت الحد بأربع دقائق كاملة ولا أدري إذ كانت ستكشفني أمام العقرب ووتورطني أما لا ولا أعلم حتى إذ ما كان الأستاذ سام قد أكتشف أمري أو ربما لا يعلم أي شيء بعد عما يحدث.

من الغريب أن لا يتطفن سام لأمري كونه شخصية حذرة و كوني قد هكرت أمن المكتبة وأنا متواجدة في حصته بمساعدة صغيرة من قبل أحدهم. فالدجاجة الجبانة قد سبق وترك ثغرة صغيرة في النظام تجعل من أمر الأختراق وتعطيل الكاميرات سهل وسريع لذلك لم يستغرق أمر تعطيلها سوى دقائق قليلة.

كنت خائفة من أن أكون مثله، أن أصبح أنا الفريسة بسبب أفعالي ومخططاتي.

"من الآن وإلى أن يستيقظ جوزيف لكل واحدة منا طريقها الخاص والمختلف حتى لا نثير أي شكوك. اتفقنا؟" حدثت زهراء فور أن وصلنا إلى مفترق الطريق.

"لا تقلقي يا زعيمة. أنا أعرف درسي جيدا." تحدثت بابتسامة وهي تمنحني تحية جندي ساخرة.

ابتسمت أراقب خصلات شعرها الرمادية وهي تلمع أسفل الإنارة الخافتة.

من أكثر الأسرار التي تستهويني لكشفها في هذه الأكاديمية بعد المافيا هي زهراء. العربية ذات العشرون ربيع التي جائت من تونس بلاد نسيم حتى تدرس التصميم لكن وجدت نفسها سجينة بين قبضان العقرب. وجدت نفسها مع شباب من جنسيات وأعراق مختلفة لكن يجمعهم قدر واحد، قدر مجهول. قدر يحكمه ويقرره العقرب.

"اياك والتوتر أو أظهار خوفك لأي كان." حذرتها وأنا أرفع حاجبي لها ما أن رأيت حلقها يتحرك بتوتر.

"اياك." أكدت مجددا أرفع ابهامي وأنا أسير إلى الخلف أوقف أي جدال أو نقاش سيجري بيننا لأن الوقت ليس في صالحنا.

عقربWhere stories live. Discover now