٢٧- حرب الآلهة.

2.4K 188 672
                                    

"ربما أنت ضعفي، أو مجرد جزء من الموسم." دندنت مع الأغنية ثم نفثت دخان سيجارتي. كان هذا أخر نفس قد أخذته منها.

شاهدت الدخان وهو يصعد إلى الأعلى ويشكل حلقات كانت تختفي تدريجيا ثم أخفضت يدي أراقب ما تبقى  من الاصبع الذي بحوزتي يحترق ببطء.

الغربان كانت تحوم حولي وأفكار سوداوية عبثت بعقلي.

تمنيت لو كان بأمكاني أحراق الأكاديمية مثلما يحترق هذا الأصبع الذي يتأكل ببطء. أريد أن يبقى هذا المكان مجرد رماد خلفته نيراني.

أردت الأعدام لجلادي.

أحتجزت في هذا السجن لمدة تجاوزت العام دون تذوق طعم الحرية، إلا لأيام قليلة كان جدي يجعلها جحيمًا، ولكنها تظل أفضل من الاكاديمية.

هذا المكان كان يجعل كل ما يدخل إليه يعيش في خوفا دائماً من كل شيء وحتى من لا شيء. خاصة ذلك، إذ لم يكن هنالك ما تخافه فأعلم أن ذلك كمين.

في هذا المكان يجب أن تكون على استعداد دائما لأن يتم الغدر بك من قبل الأشخاص الأقرب إليك، من أن يطعن ظهرك دون سابق أنذار.

الجزء المأسوي في كل ما يحدث هو أنه لو مت دون أن يعلم أحد في هذا العالم حجم المعاناة التي كانت تعيشها والحرب التي كنت تخوضها وحيداً في العراء ودون سلاح. فقط أنت وذئاب شرسة تحيطك من كل صوب. لا تثق بهم ولا يثقون بك.

كل ما يحدث هنا هو الجرائم القذرة والمؤمرات اللعينة التي يحيكونها من خلف ظهرك بينما تكون أنت منغمسا في تخطيط أخرى لهم.

لم تصل الأمور بعد لتلطيخ الجدران بالدماء، لكن مع أقتراب مسابقة العقرب ستحين، وحينها ستضحي الأكاديمية مثل ضريح لآلهة الدمار، حيث ستعلق القرابين البشرية على أسوار هذا السجن.

أدخلت أصبعي داخل لفائف شعري السوداء بعد أن وضعت قدمي على الطاولة الخشبية أمامي.

راقبت ظهر أركون بجمود.

كانت فتاة صهباء تقوم بتقبيله عند الزاوية، المنظر كان عبارة عن تلوث بصري جعلني أنظر لهما بحدة.

لم أكن الوحيد الذي يشعر بالقرف منهما، حتى تايرا هي الأخرى كانت تدخن عند الزاوية بينما تناظرهما بأشمئزاز.

"أركون." صاحت نيسلي متذمرة ما أن أقتحمت غرفتنا ووجدت ذلك المنظر أمامها.

"حسنًا أنا أبتعدت." رد الأخر يرفع يديه إلى الأعلى بأستسلام ويتراجع خطوة إلى الوراء.

"لكن هي لا تريد." قال بنبرة لعوب ما أن قامت تلك الفتاة بالقفز عليه من جديد تحيط رقبته بكلتا يديها وابتسامة شقية رسمت على شفتيها.

"أنت تمتلك غرفة بالفعل." أضاف فيكتور بهدوء ينزل الكتاب من أمام وجهه.

كان يدعي القراءة منذ دخوله للغرفة حتى لا يواجههم. فبعد ما أن قيوده تلك الليلة أصبحت العلاقة بينهم أكثر توترا من السابق.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 16 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عقربWhere stories live. Discover now