Part 12

2.8K 259 17
                                    


كان الظلام حالك بشده، لم تكن قادره على رؤيه شيء حقا! اعتقدت ان هناك شيء خاطئ يجري حولها في حين ان الهلع تملكها للحظات ذلك حتى شعورها اخيرا بشيء ما! ، وصلت لأنفها رائحه المعقمات الفضيعه و لوهله شعرت ان تلك المواد دخلت لجسدها! ضغطت على عينها محاوله لفتحها إلا ان الامر كان اصعب بكثير مما تتصور.. على ايحال، لم تكن لتعتقد ان هناك وقت سيمر عليها سيكون فتح عينيها بهذه الصعوبه!

حاولت تحريك جسدها ولكن ذلك الاخر كان ايضا جامدا و لا يستجيب لما تطلبه، شعرت بالخوف للحظات، بينما نبض قلبها بتوتر شديد متسائله عن ما الذي يحصل لها.. لقد كانت بخير بالامس، او ربما!

قررت تهدئه نفسها قليلا فـ لن يفيدها الخوف على ايحال، و بعد بضع دقائق لم تعرف عددها حقا.. بدأت تشعر ببعض ما حولها، المكان بارد، ولكن يمكنها الشعور بدفئ البطانيه الصوفيه فوق جسدها.. هناك شيء يقذف هواء منعش لوجهها.. و مع انه كان منعش إلا انه كان ثقيل ايضا!

حاولت الشعور بجسدها ولو قليلا.. لقد شعرت بوعيها في مكان ما.. ربما هذا ما يجعلها تشم رائحه المعقمات تلك، ولكن بدى لها انها بلا جسد! ربما روح تائه في عمق الظلام!

و مع انها قررت التوقف عن الخوف، إلا ان الخوف اقتحمها مجددا لتشعر بالاطراب. حاولت فعل شيء ما، التحرك ولو قليلا او حتى فتح عينها.. لعلها تشعر ببعض الامان من معرفه مكانها او اين هي.. و ما الذي حصل على ايحال؟!

شيءفـ شيء، بدأت تدرك وعيها.. بدأت تشعر بجسدها و موقعها وكأن روحها قد ردت اخيرا لجسدها الميت! و لكن الامان الذي كانت تريده من خلال الشعور بجسدها لم ينجح حقا.. الألم اجتاح جسدها بأكمله لمجرد ادراكها لنفسها و لجسدها

شعرت بسكاكين تخترق قلبها حينها.. و ودت لو انها تستطيع الصراخ للتقليل من هذا الالم! إلا ان الصراخ كان صعبا جدا بينما لم تقدر على فتح فمها

استطاعت سماع انينها الخافت حينها، انينها الداخلي الذي لم يسمعه حقا احد من الخارج! دموعها اخذت تهطل ببطئ شديد على خدها معبره عن ألمها الشديد الذي يقتلها.. ربما كان النوم افضل!! ربما ان كانت روحها خارج جسدها لكان من المستحيل عليها الشعور بهذا الالم

لم يكن يطاق.. ذلك الالم، كان يفتك بها ببطئ شديد كأنه بالفعل يخبرها انه سيأخذ روحها منها... ولكن ببطئ، ببطئ حتى تستطيع لفظ آخر انفاسها بعد انتهاء فتره حياتها اخيرا

حاولت فتح عينها بصعوبه من بين آلامها المفاجئه، و قد نجحت هذه المره.. نظرت للسقف الابيض فوقها.. لقد كان مظلم ولكن ضوء غروب الشمس يضيئ الغرفه ليعطيه منظرا جميلا.. جميلا لدرجه عدم تمتعها به!

THE HORIZON.|| الافقWhere stories live. Discover now