Part 29

1.2K 131 17
                                    

صوت خطوات الاقدام على الارض بدى كـ طرق على الخشب.. خطوات هادئه و واثقه بشده وصل مسامعها على طول الممر الاسود القبيح..

الحجر الاسود القبيح الذي تم به بناء المرر المظلم كان قديما جدا.. جدا لدرجه تكتل بعض الطحالب عليه، رطب و مليئ برائحه نتنه... كانت الارض الصخريه القديمه محطمه في بعض الزوايا.. و في زوايا اخرى بدت جيده إلى حدا ما..

مع ذلك، تلك المرأه لم تسقط ابدا حتى ان واجهت ارضيه محطمه.. بل اخذت تمشي بكل هدوء بينما الثقه و التعالي مرسومه على وجهها المرفوع بغرور..

شعرها الاسود الاشعث قد تخلله بعض الشيب و مع ذلك بدي صحي بشده بينما  يتحرك خلف ظهرها مع كل خطوه.. التجاعيد العتيقه المتعاليه غطت معظم وجهها إلا انها و مع تقدمها في السن اضطرت لوضع بعض مساحيق التجميل على بشرتها المهترئه لتبدو اكثر جمالا.. احمر شفاه صارخ على شفتيها الصغير.. و كحل اسود قاتم في عينها السوداء الخاليه من الرحمه

ردائها الاسود تطاير خلفها تماما كـ شعرها الاسود الطويل.. لم تكن امرأه قصيره.. لقد كانت طويله ذات جسد ممتليئ بعض الشيء.. لقد بدت فقط.. كـ امرأه قد تسبب المشاكل!

مع كل خطوه لحذائها القصير، كان هناك بعض الفأران التي تخرج هاربه بخوف.. بعض الحشرات على الجدران الصخريه القديمه متجمده في مكانها وكأنها تراقب المرأه التي تمشي في ممر مظلم قديم تحت الارض

لم يكن هناك سوى طريق مظلم رطب و قدم.. لا شيء آخر، الحشرات و الفأران الكائنات الوحيده التي تعيش هنا.. و قريبا، سيكون هناك انفاس اخيره سيلتقطها شخص ما.. كما تعتقد فقط!

في منتصف الطريق.. انبعثت رآئحه دماء قويه، و ذلك حين تشكلت ابتسامه خافته على شفتيها الصغير عند ادراكها لأقترابها مما تريده.. إلا انها و بعد لحظات ازالت تلك الابتسامه لتظهر كـ امرأه قويه خاليه من مشاعر الرحمه.. بينما اخفت الحماس القوي لترقبها للنتائج التي تريدها

رائحه الدماء المنبعثه قد اشتدت مع كل خطوه تخطوها.. حتى استطاعت في النهايه رؤيه قضبان حديده عاليه تمتد للسقف الحجري القديم.. اخذت نفسا عميقا.. و ذلك حين استنشقت رائحه الدم فقط.. و بعد لحظات اكملت الطريق حتى وصلت اخيرا للزنزانه الوحيده التي تتواجد تحت الارض

وقفت في المنتصف، رفعت رأسها بتعالي شديد بينما ملامح وجهها العتيقه قد اشتدت جمودا و هي ترى القابع في السجن..

"..ارى ان وجهكِ القبيح يزداد قبحا ماريبث!.. ماذا عن اخذ القليل من جمالي؟ ربما يفيدكِ قليلا عزيزتي "

صوت جميل ساحر صدر من السجن.. ساخر بشده لدرجه ان المدعوه ماريبث قد اظلمت عينيها بغضب شديد.. إلا انها لم تنطق، بل بدت كـ امرأه لن تتحدث ما لم يستدعي الامر!!

THE HORIZON.|| الافقWhere stories live. Discover now