Part 22

1.5K 145 25
                                    


كان دائما هناك لحظات تصيب البشر بالتشتت! القلق و الخوف من القادم.. الكره و الحسد و حتى الحب.. لقد كانت امور طبيعيه تصيب الجميع و كان دائما يتواجد هناك من يتقبلها.. إلا انه كما كان هناك من تقبل تلك المشاعر المحصورة كان هناك من رفضها لقيم يملكها في نفسه.. ان كانت سيئه او جيده!.. الرفض كان يحوم حول تلك المشاعر حتى اصبح تثقل القلب.. و ربما إيڤا كانت كذلك ايضا

مشاعرها الراكدة اصبحت خطيره.. كـسد قد انفجر ليفيض منه تيار سريع لم يفترض به ان يفيض.. ولكن رجل مجهول ظهر و دمر جميع حصونها!

لقد كانت دائما تحلم.. إن كانت احلام جميله او سيئه، لقد كانت دائما ترى رجل وسيم لا يمكن الوصول إليه.. بعيد عنها ولكن بدى قريبا جدا.. حزين دائما إلا انه يبتسم كثيرا.. وحيدا من بعيد إلا ان عينه البيضاء كانت لامعه دائما وكأنها مليئه بالحياه

لقد احبت ذلك الرجل! حتى و إن كان رجل من حلمها!.. ظهوره المستمر كان يجعل قلبها الهادئ يشتعل حماس و سعاده.. بالنسبه لها كان طوق النجاة الذي يخرجها من الظلام الذي تعيش به في كوابيسها.. و رؤيته دائما جعلتها تقع بحبه و لم تهتم حينها لنعتهم لها بالمجنونه!..

و مع انها في بعض الاحيان شعرت ان النوم للأبد لرؤيته سيكون افضل.. إلا ان كوابيسها كانت ترهق جسدها.. لقد ارادت فقط ان تبقي معه، هي و طفلهما!.. إلا انها لم تحصل على ذلك الرجل في حلمها!!

بل حصلت على رجل مريب على ارض الواقع!.. خطير و يبدو وكأنه سينقض عليها فجأه!.. و مع انها اعتقدت ان مشاعر الحب و الحماس التي اظهرتها في حلمها كانت تخص إيڤان فقط إلا ان ظهور الرجل المكتسي بالسواد قد دمر ذلك الاعتقاد.. و منذها، شعرت بأنها خائنه! او ربما كأمرأه قد تلتفت لإي رجل تلتقي به!.. مع انها عميقً انكرت ذلك تماما!

فقد كانت تدرك ان ذلك الرجل الغامض مميز و لا يمكن تكراره!.. هيئته، تصرفات و حتى غروره.. لقد بدى وكأن كل شيء يلائمه.. و ربما ما لفت انظار إيڤا إليه هي نبرة صوته الساحره الخشنه المشابه لإيڤان الذي تعرفته!!.. إلا ان تصرفاته بدت مختلفه عن إيڤان إلى حد ما!..

الشمس كانت ساطعه، لقد انتهي يوم اخر.. و كان عليها انهاء المهمه المكلفه بها.. الجو كان معتدلا حينها.. إلا ان ضوء الشمس و الحركه المستمر اثناء حرثها للأرض جعلتها تشعر بالحر الشديد..و مع انها ارتدت قميصها الابيض ذو اكمام قصيره إلا ان الحر قد اكل جسدها بأكمله.. القميص الابيض كان قد التصق بجسدها حتى اظهر منحنياتها بأكملها و مع ذلك، فقد تلطخ بعظمه ببعض الوحل بينما بنطالها الازرق القاتم احتاج إلى غسيل بالتأكيد!.. تماما كـ جسدها!

نظرت حولها للحظات، نحو الحقل الواسع الذي تحيطه الاشجار الخضراء الذي حرثت معظمه اخيرا.. المساحه الواسعه التي تم اعطائها لها للعمل عليها لم تكن سهله! إلا ان تخيل المحاصيل الخضراء و الاشجار التي ستنبت في هذا المكان امر كافي بالنسبه لها لأكمال هذا العمل! بالاضافه.. كان هذا العمل هو الشيء الوحيد الذي يلهيها عن التفكير!

THE HORIZON.|| الافقWhere stories live. Discover now