Part 21

3.5K 248 21
                                    

كان الليل شديد الظلام في الخارج.. نسيم الهواء كان لطيف جدا ينافي الرعب الذي احاط حدود القطيع.. الهدوء كان يعم الارجاء منذ ان جميع المستذئبين في سبات عميق في هذا الوقت.

دهس على العشب الاخضر بحذائه الاسود متقدما للأمام ناحيه حدود القطيع.. خطواته الواسعه السريعه اظهرت استعجاله.. بينما كان يغمغم بصوت خافت اجش اوضح انزعاجه من الوضع الحالي


بعد دخوله للغابه المحيطه بالقطيع.. و حين احاطت الاشجار به من كل ناحيه و الظلام اصبح اكثر قتامه، رفع يده ليبعد قلنوسته عن رأسه بأستعجال.. شعره الابيض الناعم تطاير للخلف حينها.. بينما عينه اللؤلؤيه الحاده اخذت تنظر للأمام حوله بأنزعاج.. تشكلت عقده بين حاجبيه.. و لم يبدو ودودا جدا حينها..

توقف فجأه بـ منتصف الطريق بين الاشجار.. نظر لنقطه مظلمه بحده منتظرا خروج الشخص الذي تجرأ على تدمير لحظته برفقه إيڤا..

للحظات.. من بين الظلام، لمعت عين ذهبيه شديده الخطوره.. قدم ضخمه خطت خطوه واحده للأمام نحو إيڤان الذي وقف بينما يكتف يده بأنزعاج.. و ذلك الانزعاج تحول لغضب عند رؤيه آون الذي تقدم للأمام ناظرا لملكه بعين مليئه بالقلق

" لماذا يجب ان يقاطعني الجميع حين اكون في مزاج جيد!!؟؟"

تحدث إيڤان بحده شديده بينما ينظر لآون الذي انزل رأسه بخضوع امام سيده، بالكاد كان يمكنه ان يحصل على وقت مريح منذ رحيل إيڤا.. و لكن الان، الشخص الذي كان يريحه.. استرده اخيرا!!

لقد كانت حوله اخيرا بطريقه عجيبه!! و مع ان الاقتراب منها في وضعه الحالي كان صعب جدا إلا انه مازال يحتاجها للنجاه!!

انا أسف ملكي!.. ولكن لقد كان الامر عاجل جدا! اعتقد انه يجب الابلاغ عنه بسرعه"

اجاب آون بعد ان جلس بثقل جسده على الارض ليضع بعدها رأسه الضخم على العشب الاخضر مظهرا خوفه من غضب ملكه اكثر... فقد بدى ان إيڤان الذي كان دائما حول وحوشه يواجه صعويه في البقاء برفقتهم في الوقت الراهن!!

و ذلك بدأ حين اكتشف تعاون وحوشه على اعاده إحياء إيڤا مره اخرى و مع انه كان ممنون لهم... إلا انه منذ موت إيڤا و بعد اكتشافه لمرضه قرر انه يجب ان يذهب لسبات طويل حتى يقلل فرصه موته.. لم يرغب في الحصول على العلاج الذي وجدته غافا!

لقد سإم العيش و اراد انهاء حياته بسرعه شديده.. و ذلك حين قرر الانتظار حتى يموت ببطيء.. و إلى حد ما، كان راضيا و مرتاحا جدا بهذه الفكره!!

لأنه لن يعاني مجددا حينها، لن يرى إيڤا التي كانت دائما تموت لتتركه وحيدا.. لن يجرب تلك المشاعر الفضيعه المؤلمه مجددا..كما انه لن يحصل على ذكريات تعيسه كرؤيه جسد رفيقته الجامد خالي من الحياه.. لقد كان سعيدا بطريقه كئيبه حين يفكر بكل ذلك!

THE HORIZON.|| الافقWhere stories live. Discover now