فصل خاص

870 62 26
                                    

الضوء، كان امر اثار فضوله دائما! تم اخباره ان الافق بعيد.. و ان ضوئه البعيد الساطع بمثابه أمل ليوم جديد.. ليوم آخر قد يجعله سعيدا! ولكن.. هو لم يرى الضوء.. و لم يعرف كيف يبدو الافق.. لقد كان الأمل الذي سمع الجميع يتحدث منه هو امر مجهول لم يصدقه.. لم يكن حقيقيا ابدا بالنسبه له!.. ليس حين كرهه الجميع، حين كان كل يوم هو يوم سيء يجعله يرغب بالموت.. منذ ولادته التي خيبت آمال والديه!

الرعد قد ضرب بقوه السماء السوداء.. و اشتعلت لوهله ببريق ابيض اضاء سماء الليل كـ مصباح ساطع!.. ثم تراكمت الغيوم و احتضنت بعضها حتى اعتصرت و لطخت الارض بالمطر.. الرياح الشديده كادت تحطم المنازل.. و قطرات المطر السريعه كانت تلسع بشده كل كائن خرج من منزله! ربما.. فصل الشتاء قد اقترب.. و بدى و كأن الهواء البارد يحول الامطار الغزيره لحبوب بيضاء لامعه.. لامعه بشده و كأنها قطع من الجواهر النادره

و مع مرور الوقت.. غطى الثلج الطرق و جعلها مخفيه.. اسطح المنازل كانت تتراكم عليها الثلوج في كل ثانيه.. و الرياح الشديده بدى وكأنها تريد تلطيخ العالم بمياه مجمده.. و مع مرور الوقت.. احتضن الثلج عالم آخر، و بدى وكأن غطاء ابيض اخفي هويه العالم السفلي!

هذه المره.. و حين بدى وكأن الجميع كان قد اختبئ.. في قريه صغيره، صغيره جدا لم يتعدى سكانها الخمسين شخصا.. كانت المنازل صغيره.. مصنوعه من الخشب القديم.. و في بعض الاحيان بعض القش تم وضعه فوق الاسطح إلا ان وجوده قد اختفي فوق الثلوج!.. الرياح اشتدت اكثر.. و تساقط الثلج بشده و كأن عاصفه قريبه على وشك القدوم!.. و لكن، كان هناك امرأه تعيسه.. في منزلها الصغير.. تصرخ بصوت عالي متألم و كأن حياتها على وشك الانتهاء!

" هيا ماليا! ادفعي بقوه!"

صرخت امرأه عجوز.. قصيره القامه إلى حد ما، سمراء البشره ذات شعر اسود قاتم و كأنه يخفي عمرها الحقيقي مع انه شعر اشعث إلى حد ما.. شعرها المنسدل قد غطي اذنها الطويله و مع انها كانت امرأه عجوز مسنه إلا ان تجاعيدها قليله.. و كأنها في الاربعين من عمرها!.. مع انها لم تكن كذلك! لقد كانت فقط طبيعه سكان العالم السفلي..

صرخت مجددا.. و لكن هذه المره بصوت عالي و هي تنظر للمرأه التي تتألم بينما تحرك رأسها برفض بسرعه.. مما جعل شعرها الاسود الطويل يغطي جزء من وجهها المتعرق المتعب.. و حينها، اتسعت عينها السوداء.. و صرخت مجددا بألم و هي تحاول ان تدفع بقوه شديده بينما تمسك ببطانيه السرير بكلتا يديها!

" ل. لا استطيع!! لماذا يجب ان يحصل هذا لي!!.. ل. لا ارغب بهذا الطفل.. ا. انا خائفه بشده!!..اااه، افعلي شيئا ميلسي!!"

انقباضاتها اشتدت.. و بدى و كأن دموعها اخذت في التزايد و للحظات شعرت ان موتها قد اقترب.. صرخت مجددا بالعجوز ميلسي المرأه الحكيمه الوحيده في هذه القريه الصغيره.. لعلها تساعدها بطريقه ما!

THE HORIZON.|| الافقWhere stories live. Discover now