2_ليت كُل ميت يحيى من جديد.

908 92 5
                                    

الجزء الثاني

بعد جولة طويلة في المصحة المنعدمة، ذهب بعد ذلك إلى المصحة الخاصة به، وما إن خطت أقدامه المكان ورأى تصميم المصحة تنهد بارتياح، ويشعر أنه سوف يتمكن من إنقاذ حالات عديدة بهذا التطور الملحوظ، لا شك أن نظام المصحات يختلف اختلافًا كبيرًا في الخدمات؛ ولكن ليس لهذا الحد الذي يؤدي إلى الانتكاس، كان يشعر أن بيئة هذه المصحة سوف تساعده كثيرًا على اختيار برنامج مناسب يلائم المريض، فَعند الدخول نتجه إلى حديقة خضراء واسعة؛ لتبعث الأمل والطمأنينة في نفس المريض، وتدعمه عاطفيًا، وبها مقاعد خشبية، ونافورة ماء يلتف حولها العصافير تشعرك بالهدوء والسلام بداخلك، وعند الدخول يوجد لافتات تحفيزية بطريقة مبهجة؛ لترشدك إلى ممر واسع عند الدخول إلى الصالة الكبيرة المصممة بفكرة لطيفة ومبتكرة، يتناسق فيها مجموعة من مقاعد الانتظار في نظام، وفي آخر ممرها مكتبة يوجد بها مصاحف وكتب دعوية، وكثير من الكتب والمجلات الملونة، وبها جهاز تليفزيون، وبعض من الوسائل الترفيهية للمريض، لننتقل إلى طوابق غرف المرضى المطلية بألوان مبهجة، حتى لا تستطيع مغادرتها لو شعرت أنك مقيد بداخلها، وفي الجانب الآخر مكان مخصص للطعام مصمم بصورة صحية للمريض، وفي جناح آخر للممرضين الذي تم اختيارهم على أعلى مستوى من الكفاءة.

تنهد وهو يكتب آخر سطر لهذا اليوم٬ لقد تحسنت أنفاسه أخيرًا، وتخلص من الضغط الذي كانت تضعه به المصحة بعد فتحها.

تحرك قليلًا لِيمسك هاتفه ويقوم بتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لترى عينيه هذا الخبر الذي هز البلاد، وهو انفجار أحد المسارح؛ مما أدى إلى موت مئات من الضحايا٬ كانت نسبة الموت عالية جدًا، ونسبة الذين نجوا من هذا الحادث لا يتجاوز العشرات من الأشخاص.

أغلق هاتفه وهو يستغفر الله كثيرًا، ويدعي بالرحمة للموتى، ثم انسحب بهدوء، وغادر مكانه؛ لكي ينال قسطًا من الراحة.

★★★★★

في إحدى أكبر المستشفيات في القاهرة الكبرى.

كانت المشفى تقف على قدمٍ وساق من ضغط الحالات، فتم تحويل جميع الأشخاص المهمة التي تم التعارف عليها إلى هنا، أما عامة الشعب هم الآن يرقدون في إحدى المستشفيات الحكومية.

في غرفة رقم ٧٠٧

انتظمت نبضات قلب هذه الراقدة أخيرًا، بعد العديد من الصدمات الكهربية، تنهد الأطباء الذين كانوا يحاولون إنقاذها بارتياح، بعد هذه الاستجابة فالجميع مهدد بخسارة روحه إن لم يستطيعون إنقاذها، وقام الجميع بالخروج من غرفتها بعد هذا المجهود الشاق.

تحرك جفنها بتثاقل، وهي لا تشعر بوجود أي عضو من أعضاء جسدها، السقيع يضرب جسدها بقسوة؛ لتتأكد تمامًا أنها في عداد الموتى الآن، وتنتظر الدفن فقط.

مصائب قوم (مكتمله)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن