3_ليت كُل ميت يحيي من جديد٢

642 69 3
                                    

تحدث ذلك الطفل من وجهة نظره وهو يقف أمام والدته، والدموع تغرق وجنته.

_أعنى يا أمي أنه تبقي فقط عام واحد وسوف أنتهي من الثانوية، والحمد الله أن مجموعى دائمًا افضل، كيف سأخرج من المدرسة، انتظري عندما أنهي مرحلة الثانوية علي الأقل، يصبح معي شهادة .

تحدثت هذه الأم وهي تحاول إقناعه بأي طريقة.

_ يا أحمق افهمني، أنا والدتك وأعرف مصلحتك جيدًا، ماذا ستأخذ من التعليم، بعد خروج من التعليم سوف تُصبح أنت كبير العائلة، وتريح رأسك من كل هذا الهم.

استمع ذلك الطفل (أحمد) إلى والدته، وهو يتصور حقًا أنها لا ترغب سوى في مصلحته.

مرت هذه الفترة على خير، وحان وقت التقدم لخدمة وطنه في الجيش، وبعد دخوله ومرور فترة زمنية ليست بقليلة، قرر التطوع في الجيش، وحصوله على رتبه صف ظابط (شاويش) فلم يستطع الحصول على إثبات أنه كبير العائلة، خصوصًا بعد زواج والدته من رجل، وأصبح هو غير مسؤول عنها الآن.

وفي أحد الأيام التي تمزق الأجساد من قسوة برودها.

كان يقف أحمد مع أحد أصدقائه، ويتحدث عن الضيق الذي بداخله، ويُعلن رغبته في الانتحار.

عنفه صديقة بشدة

:- أستغفر الله العظيم، ماذا تقول أنها أيام وسوف تمُر مثلها مثل غيرها، فلا تموت وأنت على معصيه.

كانت هذه الكلمات التي ألقى بها صديقه؛ ليحاول مراجعته عن ما يرغب بفعله، ولكن شيطان الأخر تحكم به.

= ابتعد عني أريد أن انتهي.

قام بتعمير أحد الأسلحة وهو من المفترض أن يحمي بها نفسه؛ لكنه يريد أن يخلص روحه بها، ظل الشد والجذب بينه وبين صديقه وهو يحاول إبعاد هذا السلاح عنه لكن.

خرجت الطلقة في غير اتجاهه، وأصابت قلب صديقه مباشرةً، صدمة شلت لسانه، وكاد أن يجن، ولكن شعر جميع حواسه بالخطر بعد سماعه لكلمة.

_حراس سلاح

ذلك يعني استمع جميع الكتيبة إلى صوت العيار الناري، ليخرج أحمد من مكانه وهو ذاهب إلى الخارج التقى اثنين من أصدقائه الآخرين؛ ليرفع السلاح ويصوبه في اتجاههم

_ انبطح على الأرض

كلمة نطق بها أحمد لِيستسلم أحد زملائه، أما الآخر أبًا ذلك، وظل صامدًا في مكانه، ولم يكون مصيره غير أحد الطلقات النارية التي جعلته يسقط أرضًا، وهذه الرصاصة من أين! من صديقه أحمد الذي كان يتقاسم الطعام فيما بينهم في يوم من الأيام.

انتهى منهم الآن ليذهب إلى مكتب أحد قائدين الكتيبة، وفي طريقه ظهر أمامه أحد الظباط؛ ليقوم بإسكات حركاته ويقوم بضربه بطلقتين في قدمه تصيبه بالعجز، وأكمل طريقه في اتجاه غرفة القائد.

على الجانب الآخر تحديدًا كان يقف أحد أفراد  القناصة، تحدث ذلك الشاب الذي يقف خلفها، ويقوم بالتوجيه إلى جمجمة أحمد تمامًا.

تحدث الشاب عبر اللاسلكي.

_ الهدف أمام القناصة يا سيدي هل أتعامل؟ 

ليصل له صوت القائد وهو يقول: لا، فهذا مهمًا كان واحد من بيننا، يجب أن نتعامل بـ...

وقبل أن يكمل جملته استمع إلى صوت أحد الأعيرة النارية، والتي كانت من نصيب القناص عندما شعر به أحمد، لا ننسى فهو شخص يتدرب على أعلى مستوى.

بعد ذلك أكمل طريقه إلى أن وصل إلى مراده؛ ليوجه السلاح إلى رأس القائد قائلًا: أنا لا أوريد قتلك، ولا قتل أيًا من الأخرين، أنا من ينبغي عليه الموت.

كانت هذه آخر جملة نطق بها ثم قام بإدارة السلاح إليه، وأصاب نفسه في أحد ذراعيه؛ لينتهي ذلك اليوم على فادحة ينشق لها القلوب، ثم بعد ذلك تم تحويله إلى النيابة العسكرية، قام بالاعتراف بكل ماحدث بعد ذلك، في باقي المحاكمات كان لا يفعل شيء سوى الضحك بجنون، وعدم الرد على أحد حينما يوجهه له الاتهام.

........

_ هكذا فقط يا صديقي٬ هذا كان حديث الشهود في النيابة عن ما حدث، بعد ذلك عندما  كان يتعرض لصدامات كهربائية، كان لا يتوقف عن الضحك، لدرجة إننا ظننا أنه فقد النطق، وهذا  كان شيء غريب إنه يعرف كيف يستطيع التمثيل بهذه الطريقة

فاق أرسلان من حديث صديقه على هذه الجملة قائلًا: تمثيل؟ كيف هذا!

ابتسم ماجد وهو يرتشف بضعَ من المشروب الساخن الذي أمامه ثم أردف: أعني أنه  كان يضحك على عقولنا جميعًا، لكي يخرج من القضية، المحامي الخاص به قال له عليك أن تتصنع الجنون، اضحك فقط، وهو لم يقصر صراحتًا ، أنا كنت أنظر لضحكته اخاف.

_وأين ذهب الآن؟

=حُكم عليه بالإعدام بعد أن اكتشفنا صحة العقلية، احترس ستقابل من هذا كثيرًا، الأمراض النفسية التى توجد هنا أبشع من الأمراض التي توجد خارجًا.

كان ماجد على حق فيما يقوله، فهو حقًا لم يصادف حاله وصلت لهذه الدرجة من الجحود.

_وأنا  كنت سأخبرك أنى أريد رؤيته.

نظر إليه صديقه بسخرية

_ الله نجاك ونجانا بحق.

انتهت هذه الجلسة بين المناقشات على بعض الحالات، ومناقشات أخرى جانبية لأصدقاء لم يرى كل منهم الآخر منذ زمن بعيد .



#يُتبع

مصائب قوم (مكتمله)✔️Where stories live. Discover now