الطلاق 1

260 45 2
                                    

الطلاق لم يُحرمه الله لكي تقوم أنت بتحريمه

"وماذا عن عروس توجت بالفستان الأبيض وأساورها الذهبية، ولكن كان مصيرها في هذه الحياة الظلم، فقد قيدت حريتها، وأصبحت أساورها قيود تلتف حول عنقها تأسرها في هذا العالم الرجعي المتخلف، ما ذنبها إذا تزوجت رجل لا يعرف معنى الإنسانية بلا رحمة، زوج سلب حريتها، مريض نفسي يتهمها بالخيانة والفجور، يعذبها وتتألم، تحترق، وتصرخ لكن بصمت عميق، ولكن مهلًا إلى متى ستظل على صمتها هذا! يكفي فقد وصلت بها أوجاعها وآلامها إلى حد الطلاق، طلاق أصبحت هذه الكلمة تتكرر كثيرًا في مجتمع لا يقدر قدسية الزواج، وأنه رابط مقدس لا يستهان به،

مطلقة هذا الكلمة لم تكن عادية أبدًا، كنت أنبذ المطلقة كثيرًا، أراها فقدت حياتها وسعادتها، كأنها دفنت في قبر وهي ما زالت على قيد الحياة، وها هو القدر وصل بي لأصبح مطلقة، لست حزينة ولا وحيدة، كوني مطلقة ليست نهاية للعالم، بل نهاية ألم وبداية حياة جديدة، فقط خرجت من جحيمه، ومن نيران عالمه، فقد سئمت من صراعات أيامي بجوارك التي تركت بعض الندوب في قلبي، ولكن مهلًا هل يتهمني العالم بهجرك؟! أو ليس لك دور في ذلك الأمر؟ أم أنه فقط على المرأة! هذا المجتمع الذكوري للأسف الشديد ينظرون للمطلقة على أنها عضو منبوذ! ماذا فعلت؟ لماذا تعتقدون أني المخطئة؟ لما كل هذا الانتقاد! أنا لست مذنبة، هل تعتقدون أني بلا مشاعر وأني لا أبكي بسبب نظرتكم لي، لما يجب أن أشعر بالمعاناة دائمًا، أنا لم أسبب الأذية لأحد فكلما اتجهت في أماكن ويعرف الجميع كوني مطلقة أتعرض للإهانة بالنظرات التي تلتهمني من رأسي إلى قدمي، لقد أنهكت، مجتمع لا يغفر بل يوجه الاتهامات دون معرفة الحقيقة كاملة، كل إنسان على هذه الأرض له الحق في الحياة، ولكن قد سلبت حقوقي، كيف أيها المجتمع الظالم لديك هذا الحق! ولكني أعطيت لنفسي كامل حقوقي في العيش والفرح والسعادة والبدء من جديد، فلا يوجد فارق بيني وبين العزباء، فعليك أن تكون لطيف في كلامك وأحسن اختيارك للكلام ولا تقل من شأن أي امرأة مطلقة حتى لا تشعروها بالنقص، فمن حقي أن أسمح بفرصة ثانية لي، ومن واجبك أنت أن لا تتدخل أيضًا، فأنا سأعيش بكل قوتي في هذا المجتمع، وسأقف ضد أي حديث، فأنا ملكة نفسي وذاتي، وسأظل ملكة متوجة على عرشي."

★★★★

ليست المرة الأولى التي أخرج بها من منزلي بالملابس المنزلية في الحقيقة قد اعتاد الجيران كل يوم على صوت صراخها٬ ثم طردها أمام الباب.

خرجت أحد الجيران على صوت بكائها وهي تحمل معطف شتوي٬ لكي تغطي به جسدها العاري.

_هل طردك مرة ثانية هذا الوغد ؟!

تحدثت داليا وهي ترتجف من أثر بكائها.

_ وهل وراءه شيء آخر غير ذلك!؟

ولكن أنا هذه المرة أفضل من كل مرة، اليوم قد ألقي عليا يمين الطلاق، هذا أسعد يوم في حياتي.

قالت جملتها وهي تبتسم من بين دموعها٬ لتساعدها جارتها على الوقوف.

_ أحسن شيء لقد نجاكِ الله منه، أياكِ أن تصمتي عن حقك، كل حاجاتك تأخذيها من عينيه، يكفي ما رأيته منه.

جففت دموعها بطرف أنمالها.

_ يجب أن أذهب، سأذهب لبيت أهلي.

شهقت جارتها بخضة.

_ وهل هذا يجوز، تذهبى في منتصف الليل هكذا، ومنزل أختك مفتوح!؟

أمسكت يديها وذهبت بها في اتجاه منزلها.

_ ستأتي عندي حتي يطلع النهار، وقتها اذهبي لأهلك واجعليهم يقمون بتهذيبه.


........

_وياليت النهار لم يأتي، وباليتني ما ذهبت الى أهلي .


قالتها وهي تجلس على المقعد الفاخر في عيادة أرسلان الخارجية .

عدل هو من وضع نظارته.

_ تحبين أن تكملي او نؤجل الحديث للمرة القادمة!؟

زفرت أحد الدموع من عينيها .

_ لا أريد أن أكمل، هل من الممكن؟!

تنهد أرسلان في هدوء

_ أنا أسمعك.

_ القادم يا طبيب يندرج تحت شعار "المطلقة ذهبت، والمطلقة جائت"

شيعها أرسلان بنظره تحسها على تكملة الحديث.

.......

_ لقد عودتي مطلقة ويوجد طفلًا بين أحشائك وعندما نسأل الأستاذ لماذا طلقتها! يقول: لقد كانت تخونني، أنتِ جلبتي لنا الفضيحة، وسمعة العائلة أصبحت على كل لسان.

صاح والدها بكلمته الأخيرة وهو يهبط بيديه على وجهها بصفعة قوية كانت اضعف من تحملها، لِتسقط على الأرض بشدة من أثر الصفعة بعدها تغيب تمامًا عن الوعي.

......

فقدت جنينها بسبب شدة سقوطها، وغير ذلك حالتها النفسية السيئة، حتى والدها لم يكلف نفسه وسع أن يسألها ماذا حدث!؟

ولماذا ألقى زوجها ذلك الاتهام البشع عليها، لم يسأل حتى من المذنب ؟!

كانت تعيش أسوأ أيام حياتها في منزل عائلتها الذي يتحملوها فقط من أجل أن لا يتحدث عنهم أحد بسوء، ما ذنبها هي أنها كانت تعيش مع مريض بالشك !؟

يتخيل في كل الأوقات أنها تخونه خيانة كاملة الأركان، من وحي خياله المريض، كانت كل يوم تأخذ من الضرب ما يزيد فوق طاقتها بسبب خيانتها له في خياله، إلى أن فاض بها في ذلك اليوم عندما أخبرته أنها تحمل في طفلهم بداخل أحشائها، ألقى عليها تهمة أنها حامل من عشيقها وليس منه ويعود لِوصله ضربه المعتادة.

لكن طفح الكيل .

#يُتبع

مصائب قوم (مكتمله)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن