مصائب قوم (مكتمله)✔️

مكانها ليس هنا٬ مكانها هو قلبي

حالة دهشة، صدمة، فرح، صمت لا يعرف كيف يصف شعوره الآن هل ما سمعه صحيح! كيف ذلك !

_أنا أعلم مقدار الصدمة عليك، ولكن الآن رحيل بحاجة إليك. 

تحدث تميم بتوهان.

_كيف هذا، مِن أين لك بمعلومة مثل هذه، وما علاقتك برحيل، لو كانت علىٰ قيد الحياة فعلًا مثلما تقول، لماذا لم تتحدث معي.

ليقاطعه أرسلان بهدوء

_رحيل في أحد المصحات النفسية، وأنا الطبيب المتابع لحالتها.

وبدء يسرد له ما حدث منذ بداية الحادث؛ وحتى وصولها المصحة وتخلي والدها عنها وإعلانه خبر موتها، وكيف تسلم حالتها الغريبة وما وصل إليه في حالتها، ومعرفته بالصدفة عند حديثها عنه، وكيف وصل إليه الآن!

لم يصدق تميم كل هذا كانت صدمة كبيرة أنعشت قلبه الممزق من أجل موتها، وكأنه كتب له عمر جديد، فإذا كانت صدقت عينيه خبر موتها كان هناك صوت في قلبه يخبره أنها لن تفارقه أبدًا، هي محفورة بداخله وكأن لعنة عشقها حلت عليه ولن تهجره أبدًا.

ليقول بحنين جارف ولهفة والدموع في عينيه.

_ أريد رؤيتها الآن.

لاحظ أرسلان الهفه في عينيه عليها يبدو أنه عاشق كيف له أن يهجرها ! يجب أن يتأكد من أقوال رحيل، فهو يرى يكاد يموت من كثرة شوقه لها ليرد باندفاع.

_ لماذا تريد رؤيتها بعد أن قُمت بخيانتها وذهبت إلىٰ غيرها، وتعيش الآن حياتك وكآن موتها شيء لا يُذكر.

_مين قال هذا !؟ أنتَ لا تعرف كيف كُنت أعاني دونها، أما بالنسبة لخيانتها فأنا والله لم أتجرى على فعلًا كهذا، كيف يمكن أن أخون روحي، أرجوك قول أين هو مكانها فأنا لن أبتعد عنها مره أخرى مها حدث.

_لا يصح حاليًا حالتها لن تسمح بذلك، فأنا غير مستعد لهدم كل التقدم الذي حدث في حالتها بالايام السابقة، سيأتي وقت وأحتاجك هذا مؤكد.

 شعر بخيبة أمل كبيرة ولكن يكفي أنها لا زالت على قيد الحياة.

_يمكنك أن تُخبرني تفاصيلها أول بأول.

_بالتاكيد.

 وترك له رقم هاتفه وذهب على وعد بالتواصل.

وفي المساء تردد أرسلان كثيرًا.

هل يذهب إلى رحيل! أم يتركها ليرى ماذا ستفعل؟

لِيحسم قراره في آخر لحظة يجب أن ينتبه إلى هذه الحالة الغريبة التي تطلب الكثير من الجهد والعناية.

.....

أسبوع كامل، كيف مر كل ذلك الوقت دون أن يآتي إليها، هذا ما كان يدور في عقلها.

سحبت أطرافها التي قاربت على الهلاك من قلة حركتها، ألقت نظرة على هذه البحيرة الصغيرة التي توجد أمامها، فالجناح الخاص بها منعزل تمامًا حتى لا تراه أحد المرضى وتعلم أين هي.

بدأ جسدها بالتأكُل، وظهور بعض البقع الجلدية على جسدها بسبب عدم استحمامها ؟!

فجميع حالات الوفاة من هذا المرض، لأن المريض يقتنع أنه ميت لا يجب عليه الاغتسال، ولا أن يقضي حاجته، ولا حتى أن يتناول الطعام .

لكن شيء هكذا لم يفوت أرسلان بالتأكيد، كان يعطي تعليمات للطاقم الطبي أنها عندما تخلد إلى النوم٬ يقوموا بتعليق المحاليل الغذائية لها، لدرجة أنها شعرت بها في مرة وقالت لأرسلان باليوم التالي أنها تشعر في المساء بعذاب القبر رغم أنها لا ترى ذلك القبر !؟؟

تنهدت بضيق بعد مرور كل ذلك الوقت دون عودة أرسلان، لكن جميع حواسها انتبهت عند ذلك الصوت !؟

إنذارات الحريق اشتعلت في المكان، لتقف بصورة مفاجأة، من مكانها وتذهب في اتجاه مخرج هذه الغرفة تحاولوا فتح الباب، لكن جميع محاولتها بائت بالفشل، لم تستطيع الهروب للمرة الثانية !؟

ابتلت ملابسها من أثر المياه التي تهبط بشدة من الحساسات الموجودة في ذلك المكان والتي تجعل الماء يهبط بصورة مباشرة منها أثناء وجود أي حريق ؟!

سقطت هي بجانب باب الغرفة تبكِ وهي تردد في داخلها

*لا يموت شخص مرتين*

★★★★★

أنزل هو صندوق القمامة من يديه، والذي كان بداخله بعض الأوراق المشتعلة التي كان يضعها أسفل جهاز الإنذار الذي يعمل بسرعه عند إشتعال المكان بصورة كبيرة، وهذه أيضا كانت واحدة من أفكار هذا الجهبذ لكي ينتعش جسد رحيل بالماء وتقتل أي عدوة قد تصل إلى جسدها.

#يُتبع