مصائب قوم (مكتمله)✔️

حقد ...

القسوة دائما تولد الحقد والكراهية حتي بين الأخوات !؟

عندما لا تحب أولادك بالعدل يكره كل منهم الآخر٬ وعندما لا تحبهم جميعهم يكرهونك أنت٬ لذلك قبل أن تفكر أن تصبح أب فكر هل بإمكانك العدل بينهم أو لا.

لو شعرت أنك لن تقدر على ذلك٬ رجاءًا لا تكون أب.

فنحن في حالة اكتفاء من المعقدين النفسيين٬ ولا نريد أن يضاف إليهم أولادك.           

★★★★                

كان يلتقط أنفاسه الأخيرة على فراش الموت ولا يفصل بينهم إلا الشهادة فقط، لكنه كان يحاول من أجل ابنه الذي يجلس بجانبه يبكِ بقوة على والده طريح الفراش.

_ تعلم يا علي، أنتَ أكثر واحد أحبه بين اخواتك، أنت أطيبهم، لذلك سوف أرحل وأترك هذه الأمانة برقبتك وأنا أعلم أنها في أيدًا أمينة.

كان يتحدث وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة.

_ لا تقول هذا يا أبي، إن شاء الله ستصبح بخير، بعض التعب وسوف يزول مع الوقت.  

لا يعلم هل كان يواسي نفسه أم يواسي والده الذي كان يحاول  ان ينطق الشهادة ولكن..

صمتت جميع حواسه قبل أن ينطقها كاملة وسط تجمد علي في مكانه وكأنه أصيب بحجر فوق رأسه وفي انتظار أن يسقط في أي لحظة.

               ★★★★

مرت أيام العزاء صعبة على هذا الولد البار، أما  بالنسبة إلى أخويه، فَهم كأنه في انتظار مرور هذه الأيام بفارغ الصبر، لكي يكون اليوم هو موعد تقسيم الميراث.

ولكن كيف يمكن تقسيمه والمتوفي كان يعلم أن أجله اقترب لذلك كان يترك الوصية لدى أحد المحامين الذي يثق بهم.

" أوصي أنا عبدالمنعم السيد طلعت؛ وأنا في كامل قوية العقلية، أن تذهب كل أملاكي؛ المنزل الكبير، والسيارة، وكل شيء أمتلكه، بعد موتي إلى ابني الأخير علي عبدالمنعم السيد، وذلك ليس ظلم لباقي أشقائه لا؛ بل لأنني أعلم أنهم إذا احتاجوا إلى شيء في يوم سوف يكون هو السند الحقيقي لهم،

  أتمنى أن  تتذكروني في دعائكم.

                              والدكم ."

:- ما هذه الخرافات، بالتاكيد علي من جعلوا يكتب هذه الوصية، فأنت من كان ملتصق به في أيامه الأخيرة .

قالها معتز الأخ الأوسط وهو يقف معترضًا على ذلك الحديث٬ لِيسحبه أخيه الكبير من يديه ليعود إلى مقعده مرة أخرى.

:- ماذا تفعل يا معتز، الميراث لم يذهب الى شخصًا  لقد ذهبت الى علي شقيقك يعني المال مازال مالنا أيضًا .