لا مفر من الانتصار

264 42 4
                                    

*بعد مرور بضع أسابيع*

في ركن هادئ من حديقة المصحة؛ تسير رحيل شاردة؛ مع جسد متماشي مع أنين الذكريات، يهمس في أذنها بالسير، فهي أخيرًا قررت الخروج من تلك الغرفة اللعينة التي شهدت على آخر انهيار لها، تنظر إلى الورود فهي تشبه علاقتها، لم تكون إلا أشواك تمزق قلبها، ولكن حالها يختلف كثيرًا، فكان وجهها يبرق كالماس تحت أشعة الشمس، تنظر لكل من حولها، وتُمعن النظر جيدًا في حالهم، كأنها لأول مرة ترى بشر، فكل ما حدث لها لم  يكن شيء هين أبدًا، فالأيام الماضية مرت، بالطبع لم يكن وقع ما حدث خفيف ولينًا على قلبها.

في خلال الأيام التي تلت هذه الليلة المشؤومة، فبعد أن ألقى أرسلان كلماته الصادمة على مسامعها، ظلت تصرخ وتهذي كثيرًا، ما هذا الهراء الذي يقوله، كانت تحاول الصمود، تشعر بصدى صوت بداخلها يناديها ألا تسقط، أن تصمد أكثر من ذلك، أن تواجهه هي لم تكن يومًا ضعيفة، ولكنها شعرت بروحها تُسلب منها، لم يبقى هناك أي محاولات لِتستسلم وتسقط فاقدة للواعي.

عودة للماضي**

صرخت رحيل بصورة هستيرية شديدة.

_ لا أنتَ مجنون، أنا مُت أنا أقول لك يجب أن تفهم هذا.

أخدت تصرخ حتى سقطت فاقدة للوعي.

تحدث أرسلان بسرعة وصراخ على الممرضة فلقد زاد الوضع سوءًا.

_أحضري جهاز الصدمات بسرعة.

حملها وذهب بها إلى غرفتها ليقوم  بوضعها على فراشها٬ ليبدأ بعمل الصدمات لها؛ حتى استقر وضعها قليلًا.

الحاضر**

جلست رحيل على إحدى المقاعد، وسيل ذكرياتها لا يتوقف، فعند استيقاظها في البداية رفض عقلها بشده تصديق هذا، فالحزن يفيض من روحها، وفؤادها يصرخ بشدة ما به من ألم، فهي في شعور لا يوصف، تشعر كأنها تقف في منتصف الأمواج لمحاربة النيران التي تنهش في صدرها، وتتضارب في عقلها لا تستطيع التصديق، هل هي على قيد الحياة؟

 بداخلها تراكمات، صرخات مكبوتة، ها هي الآن وحيدة متألمة، فهي فتاة خلقت في متاهات كثيرة منذ طفولتها، لِينعكس في خاطرها شخص لا تعرفه، وعندما تذكرت ودققت في ملامحه هي تعرفه نعم هي تعرفه حق المعرفة، أيظن أنها لا تتذكره فهو حبيبها الأول تميم، ولكن لماذا عاد! أليس هو من تركها، فها هو جرح قلبها ينزف، وماذا عن أرسلان هي لن تحدثه، أرسلان لا تعرف ما هذا الأمل الذي احتلها عندما ذكرته،

 فقد قررت رغم الضعف سأحاول، سأقف بمنتصف الهجمات، أعلم أني بمفردي ولكن سأحاول حتى لا أرى انكساري مرة أخرى في أعينهم، لن أستسلم وسأعود أقوى، يوجد مواجهه لم تحدث بعد !؟

سوف أسترد حقوقي المسلوبة

حينها استسلمت رحيل لواقعها، وقررت إكمال باقي كورس علاجها، فقد تم تخديرها وخضعت لجلستين من الصدمات الكهربائية، بدأت في أخذ أدوية مكثفة، لقد كانا أشد أسبوعين  في حياتها، ولكن بعد رؤيتها اليوم لجميع من حولها أصبحت راضية، سوف ترمم كل جروحها قريبا، ستخرج قلبها إلى النور .

مصائب قوم (مكتمله)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن