الفصل الخامس

57 5 0
                                    

دخلت ياسمين مبنى الرئاسة و الغضب يشتعل بداخلها ... وصلت لمكتب قصي الفخم بعد أن تجاوزت الإجراءات الأمنية ... وقفت أمام السكرتيرة التي سبقتها بالحديث قائلة :
_ السيد قصي بانتظارك
دخلت لمكتبه و شياطين الدنيا تتقافز أمامها ... كان يعمل على حاسوبه و أصابعه تضرب المفاتيح بسرعة
_ متى ستتوقف عن أعمالك القذرة ؟!.... الى متى سوف تستمر بملاحقتي؟! ... لقد خسرت زوجي و ابني بسبب غرورك و أنانيتك
رفع يده عن لوحة المفاتيح لينظر اليها بتملك ... كم سحره جمالها ...سحر الشرق يتجلى بصورة وجهها ... عينان سوداوان تطلقان تعاويذ السحر و الجمال ... بشرة سمراء يتمنى أن يتملكها ... فم ممتليء حد الإغواء ... شعر ينافس الليل بسواده طويل ينادي وجهه ليغرس روحه فيه ... قامة طويلة و جسد يجعل أكبر الشعراء عاجزين عن وصف رقته و فتنته الطاغية
_ توقف عن النظر الي بهذه الطريقه الوقحة يا قصي
قال و هو يقف ليدور حول مكتبه واقفاً بجسده الرشيق بمواجهتها ... وضع يديه بجيبه ... رسم ابتسامه ساخره على شفتيه و هو يقول :
_ لقد حذرتك ... كان يجب أن تتركيه ... أنتِ لم تحبيه يوماً
_ لقد أحببته حقاً ..أيها الوغد ... و لكنك كنت تستمر بتنغيص حياتي بسبب أفعالك و مطاردتك ... و بالنهاية ترسل لحازم صورة مزورة ... عمل حقير من شخص أناني لا يفكر الا بنفسه ... لقد رحل مع ابني الذي يبلغ العام من عمره فقط
_ إنه يضربك ياسمين ... لا يجب أن تبقي معه
_ و ما أدراك أنت بأمرٍ كهذا ؟؟
أطبق بيديه على ذراعيها و قال غاضباً :
_ وجهك ... جسدك ... أثار الضرب لا تفارقك
_ بسببك و بسبب أفعالك التي لا تنتهي
_ حازم شخص عنيف بطبعه ما كان يجب أن ترتبطي به منذ البداية و صدقيني لست السبب دائماً بضربه لك كنت أريد أن أعجل بانفصالك عنه حتى ترتاحي من شروره
_ ابني يا قصي ... ابني ... لقد أخذ يزن ... بسببك خسرت ابني ...
_ ياسمين ... عودي الي و سوف أعيد لك ابنك ... لقد جمع بيننا حبٌ عظيم
_ حب أنت دمرته ... أردت أن أكون لك كل شئ في الحياة و لكن لم ترد أن أكون زوجة لك بسبب اسم عائلتي الذي لن يدعم مسيرتك السياسية .... أنا لن أكون خليلتك يا قصي ... أنا أخاف الله ... أتفهم ؟؟
_ ياسمين !!!
قالت و هي تبعد يديه عنها تاركة المجال لدموعها :
_ أرجوك ... أتوسل إليك ..ابتعد عن طريقي ... لو تزوجت برجل غير حازم لتركتني أعيش حياتي بسلام .... و لكن العداء و المنافسة الحمقاء التي بينكما على مناصب سياسية و اقتصادية لا دخل لي بها هي التي جعلتك تفعل كل هذا لا تدخل الحب بيننا و لا تستعمله كعذر ... أنت لا تحبني لكنك تحب نفسك فقط
خرجت من المكتب بقلب مكسور ... شيعها بنظره ...لم يحاول منعها ... لا ينكر أن جمالها و فتنتها الطاغية هي ما لفت نظره في البداية ... كانت تعمل في الرئاسة ... لمحها في قسم العمليات الالكترونية ... عبقرية بأعمال الحاسوب ... تبتكر برامج فذة ... لن ينسى اليوم الذي حاول به بعض القراصنة الالكترونيين اختارق موقع البنك المركزي ... و سرقة احتياطي الدولة كاملاً ...في الوقت الذي عجز فيه رؤسائها و كبار الموظفين عن حل المشكلة ... هي من تمكنت من بناء جدار حماية عبقري دمر خطتهم و أنقذ البلاد من انهيار اقتصادي محقق
لكن لا يعلم كيف دخل حازم حياتها ... كيف سرق قلبها ... كانت له ... أحبته ... و عشقها ... لكن و في كل مره كانت تفتح موضوع الزواج كان يتهرب ... والدها كان من أكبر رجال المعارضة في البلاد ... كان ارتباطه بها سيدمر مستقبله السياسي بأكمله ... تركته ... تقبل الأمر ... و لكن عندما علم بأمر استقالتها ... ارتباطها بحازم ... منافسه بعالم الاقتصاد و السياسة ... شعر بالهزيمة ... لا يمكن أن يسمح له بسرقة ياسمينته منه ...تصرف بتهور ... لاحقها ...راسلها ... زرع الشك بقلب زوجها ... و هو الآن يسجل انتصاره عليه ...يشعر بالراحة أخيراً ... و لكن لا يمكن أن يرتبط بياسمين ... لم يتغير الوضع و هناك حورية ثانية لا تفارق عقله و قلبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
أحاط خصرها بيديه و هو يقول :
_ الخروج ليس كالدخول يا حلوة ... أنت زوجتي و سوف آخذ حقي منك ..
صفعته على وجهه ... و من ثم حاولت الهروب من بين يديه ... لكنه زاد إطباقه عليها و هو يتكلم بجنون :
_ ستدفعين ثمن هذه الصفعة غالياً يا سلام ...
_ حاتم اتركني ... لا تلمسني ....
مرر شفتيه على وجهها و رقبتها و صدرها ... متجاهلاً ضرباتها على صدره ...
_ أنت زوجتي ... أنت لي يا سلام
شعرت بالرعب يغزو اطرافها ... جسدها يرفض قربه .. لقد لمس أختها ... لا يمكن أن تصبح زوجته ... تشعر بنفور من هذه الفكرة
حاولت دفعه بعيداً عنها ... لكن الخمر أذهب عقله و خلقه ... تحولت صرخات الغضب الى توسل ...
_ اتـركني ...أرجوك ... لا أريد ... لا أريد
تجاهل ندائاتها ... استمر بهجومه و انتهاكه لجسدها ... القى بها على أرض غرفة المعيشة .. ضمت قدميها لصدرها باكية
_ توقف أنت مخمور ...أرجوك
قال و هو يفك أزرار منامته :
_ أنت زوجتي أنا لا أرتكب أي خطأ بحقك كنت مخمورا أم لا
عاد ليطبق بجسده على جسدها أرضاً ...غرز يديه بشعرها ليستنشقه و هي تشهق بالبكاء ...حاولت دفعه عنها و لكن لم تستطع مقاومته ... حركت يديها على الأرض.. اصدمت بزجاجة خمر ملقاة على الأرض ...التقطتها و بكل قوة تملكها ضربته على رأسه ... سقط عليها مغشياً عليه ... أبعدت جسده بصعوبة ... نظرت إليه برعب واضعة يدها على فمها :
_ لقد قتلته .. قتلته
أفزعتها حركة جسده و صوت الأنين الذي صدر منه ... بدأ برفع جسده ... عندها خرجت سلام مسرعة....أما هو جلس و هو يضع يده على رأسه...بقع خفيفه من الدم صبغت يده ....
_أحمق .. أحمق في كل مره تزيد الأمر سوءً ....لكن لن أترككِ يا سلام ... لن أتركك ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
دخلت أماني الى منزلها الجديد بخطوات مرتجفة ... سبقها حمزة الى الداخل يحمل حقائبها ... كان المنزل أنيقاً و عصرياً كما تحب ... طغى اللون الليلكي على كل شيء ... اللون الذي تعشق ويغلب على غرفتها و ملابسها ... هل الأمر مجرد صدفه ... أم أن حمزة انتبه لعشقها لهذا اللون؟! ...
خرج حمزة من أحد الغرف و هو يقول :
_ هذه غرفة نومك حقائبك بالداخل ... ستصل الخادمة غداً .... و السائق أيضاً
_ لماذا ..؟؟
_ لم أفهمك
_ بالأمس قمت بصدك و ابعادك و اليوم لم أرحمك من لساني و انت تقف الى جانبي
_ أنت زوجتي ... لست عدوتي
_ و لكنك عدوي
_ أماني أرجوك
_ لا تتوقع أن أكون يكن هذاالزواج طبيعياً
_ لهذا تركتك بالأمس و سوف أعطيك مهلة لعام كامل لتستوعبي أنك زوجتي أنا
_ تريد تملك جسدي هذا ما يهمك
_ طبعاً لا ... من أين جئت بهذه الفكره الحمقاء
_ لن تكوني لرجل آخر يا أماني هذا الجسد الرشيق المثير الذي يأسرني سيكون ملكي أنا فقط .. كلماتك هذه لن أنساها ... أشعرتني بأني سلعة ..سلعة رخيصة ... تزوجتني و أنت تعلم أني لا أريدك
أغلق حمزة عينيه ... أخذ نفساً عميقاً ... كان الغضب يغلي داخله
_ أماني ... كنت غاضباً منك ... لم أحتمل رؤية رجل يمسك بهذه الطريقة ... و لست نادماً على زواجي بك ... بعد عام سأعود لنبدأ حياتنا معاً .. عام واحد يا أماني ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
بعد عام ......

الشبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن