الفصل الثاني

107 9 0
                                    

صوات اطلاق رصاص هزت أركان المطار ... تجمدت الأنظار باتجاه الطائرة المنكوبة ... القلوب توقفت عن الخفقان
ثلاث أجساد رميت من باب الطائرة ... هذه المره كانت الأجساد صغيرة ناعمة ... أصطدمت بأرض المطار الأسفلتية ... ثلاث أطفال قتلوا بدم بارد
غلف الغضب قلوب الجميع ... زياد اشتعل سخطاً ... صرخ على خبير التنكر المصعوق
_ أسرع بعملك يا اسعد ... في كل لحظة نتأخر بها ... سيقومون بإزهاق روح بريئة
_ أهدأ يا زياد ... لا يجوز أن تغضب بهذه الطريقه لا ذنب للرجل بما حدث
_ أطفال ... أطفال يا حيدر ... لقد قتلوهم بدم بارد ...الاوغاد .... الويل لهم من غضبي
قالو هو يبتلع ريقه بصعوبة و نظرات الغضب تشتعل بعينيه أكثر و أكثر :
_ أستمر بسرد اسماء ركاب الطائرة ...لا وقت لدينا لنضيعه
_ حسناً ... أين وصلنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_أخرجي من هنا ... لا أريد التحدث اليك أو رأيتك بعد الأن
_ سلام أرجوك أنا أسـ ...
هوت سلام بيدها على وجه نورا ... صفعتها .... أفرغت جام غضبها عليها ... كانت لاتزال بثوب زفافها قالت و غضب الدنيا يتفجر بصوتها
_ أسفه!!! ... حقاً يا نورا ؟؟... حقاً ؟... أتظنين أن أهتم لأسفك ..لقد دمرت حياتي و ذلك الوغد
_ سلام!!!
_ لما فعلت أمراً كهذا ؟؟لا أفهم ... حقاً لا أفهم
_ أنا أحبه يا سلام ...أحب حاتم ...
_ كم أشعر بالقرف منك أنت و حاتم ... أخرجي من هنا ... و لا تخاطبيني أبداً اختي الوحيدة قد ماتت..
_ أرجوك ...سلام ... لا يمكن ...
_ أن سمعت صوتك ثانية سوف أخبر الجميع بهوية المرأة الخائنة ... أخرجي من هنا ...لم أحضر لمنزل معتصم لتلحقي بي
صوت جرس الباب جمد حواس سلام و نورا ... أتبعها صوت صراخ و شجار ... أسرعت الفتاتين للخارج ... لتجدا معتصم و حاتم مشتبكان بشجار ... أو يجدر القول بأن حاتم كان يستقبل ضربات معتصم دون رد ...حبست سلام أنفاسها ... و هربت الدماء من وجهه نورا ... كان معتصم يصرخ بغضب عارم و هو يستمر بضرب حاتم
_ ايها الوغد الحقير ... كيف تتجرأ على الحضور الى هنا بعد فعلتك السوداء ... تخون أختي و بليلة زفافها ...سأقتلك
تدخل الاب و أمسك بمعتصم و أبعده بصعوبة عن جسد حاتم الملقى على الأرض
اسرعت سلام و امسكت بيد أخيها ترجوه
_ ارجوك أن تهدأ ... لا أريد أن تصاب بمكروه بسببه ...
قال والد معتصم
_ ما الذي جاء بك الى هنا ؟؟ الم تكتفي بما فعلته الى الأن ... لا أصدق بأنني وثقت بك و قبلت بك زوجاً لأبنتي
قال حاتم و هو يقف متألماً
_ أرجوك يا عماه ... أريد التحدث الى زوجتي
عندها أشتعلت النيران بعيني سلام و بقلب نورا التي أطرقت برأسها الى الأرض ...
_ لا تقول زوجتي ...بعد فعلتك القذرة لا شيء يجمعني بك ... أريد الطلاق الأن
_ طلاق !! لا تحلمي بذلك يا سلام ... لن أترك ... أنت زوجتي و حبيبتي
أراد معتصم الأنقضاض عليه ثانية ... لولا تدخل والده و هو يقول
_ أخرج الأن يا حاتم ...
_ عماه ... خمس دقائق .... أريد الأنفراد بسلام لخمس دقائق فقط
كان الغضب يتصاعد بوجه معتصم و هو يشد على كفه و اسنانه ...لاحظ الأب اشتداد غضب ابنه ... عليه أن يحسم الموقف ...
_ الجميع الى داخل الغرف ... يمكنك الحديث لسلام سريعاً و بعدها أخرج من هذا المنزل ...
_ أبي ... لا يمكن ..
_ معتصم ... أطعني بني و أدخل و زوجتك الى غرفتكما و انت يا نورا الى الداخل
أقترب الأب من سلام و همس لها
_ اتركيه ليقول ما يريده و لننتهي منه .... لن يحدث أي شئ ضد رغبتك حبيبتي لا تقلقي
بقيت سلام وحيدة بمواجهة حاتم ... لم تنظر الى ناحيته ... حبست دموعها
_ سلام ... أرجوك ...أعلم أن ما فعلته فظيع و لا يغتفر ... لا أعلم كيف حدث هذا ... لا أعلم كيف فقدت السيطرة على نفسي ... يجب أن تسامحيني ... أحبك يا سلام ... أنت المرأة الوحيدة التي تسكن قلبي ...
_ و نورا يا حاتم ... نورا أختي الصغرى ... أكنت تعبث معها ؟؟
_ صدقيني أنها المره الأولى التي ...
_ لن تكون الأخيرة يا حاتم ... كنت ستكرر الأمر ألف مره ما دمت غافله
_ سلام ... أرجوك حبيبتي ... لا تدميري حياتنا بسبب فعلاً أحمق
_ هل أنهيت ....
_ لقد جئت لأخذ زوجتي ...
_ لن أعود يا حاتم ... لن أفعل ... لم يعد لديك مكان في حياتي ... أخرج من هنا ... أتركني لحالي
_ سلام ... أتوسل اليك لا تفعلي ... سأموت بعيداً عنك
_ أتمنى ذلك
_ سلام!!!
_ أخرج الأن ...
عندها أقترب حاتم ليمسك بمعصمها ... و الغضب يغلف صوته
_ أنت زوجتي شرعاً و قانوناً ... أن لم تأتي معي بإرادتك سوف أقوم بطلبك لبيت الطاعه و عندها ...
رمقها بنظرة فهمت معناه ... شعرت بقلبها يخفق بجنون ... كيف يمكن أن تعيش معه و قد خانها بليلة زفافها مع أختها الصغرى ...
_ لا ... لا ... أكرهك يا حاتم ... أكرهك ...سو....
أسكتها بقبلة أخرست حواسها ... شعرت برغبة بالتقيئ ... دفعته بعيدا عنها و هي تسعل بشدة
_ أنت مقرف ... مقرف ... أكرهك ...
وقف أمامها مذهولاً من رد فعلها ... كان يسيطر على غضبها بهذه الطريقة ... و لكن ليس هذه المره ...
_ سلام !!!!...
_ أخرج من هنا ... لا أريد أن أراك ثانية ... لا أريدك ...أكرهك
شعر بالغضب يسيطر عليه ... أسرع خارجاً خوفاً من قيامه بعمل لا تحمد عقباه ... لا يريد أن يخسر حبيبته ... لا يعلم طبيعة مشاعره اتجاه نورا ... لكنه في كل مره يراها أمامه ... تشتعل حواسه بجنون ...يريدها له ... و لكنه يحب سلام ... قد يكون السبب طريقة نورا باللباس ... حيويتها و مرحها الدائم ... النقيض التام عن سلام الهادئة المتحفظه ... قد يكون هذا السبب ... .. و لكن شئ واحد أصبح يعرفه و هو متأكد منه ... لقد خسرها للأبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
شعرت أماني باليتم للمره الثانية في حياتها ... المرة الأولى عند موت والديها بحادث سير بشع ...كانت مراهقة ثائرة .... لكن سامر أخها الأكبر كان لها الصدر الحاني الذي تلقاها من دوامة الضياع و الحزن التي كانت تغرق بها ... كان أباها و أمها و عائلتها الوحيدة ... و اليوم شعرت باليتم من الجديد ...عندما كتب كتابها على أبن عمها حمزة ...حمزة الذي حاصرها بتواجده الدائم ... و اصراره على الزواج منها... كرهته ... أصبح وجوده أمراً خانقاً ... و لكن اليوم لم تتمكن من الرفض ... لم تتمكن من مخالفة أوامره و نظراته الغاضبة المحذرة لها ... جاء مع المأذون الشرعي و الشهود و بعض نساء العائلة ... لقد تم الزواج و أعلن ... لقد قرر أنه لن يقيم أي أحتفال بسبب أضطرره و حمزة للسفر بأقرب وقت عند انتهاء أزمة المطار ...
غادر الجميع ... تركت أماني السببيل لدموعها ... لقد تمنت أن يكون كل ما حدث مجرد حلم مزعج سوف تستيقظ منه ...
أقترب سامر الذي يحاول كبت غضبه من أماني و هو يقول
_ لقد تسببتي بهذا لنفسك يا أماني ... كنت أتمنى أن أزوجك بحفلاً ضخم و بموافقتك و لكنك لم تكوني على قدر الثقة التي أعطيتك أياه ... لا يمكن أن أسافر دون أن تكوني زوجة لحمزة ...لن تجد أفضل منه ... لن أترك لقمة سائغة لرجال عابيثين
_ أخي أرجوك ... أنا لم أرتكب أي خطأ
صرخ بغضب بالغ :
_ أماني ... لقد رأيتك معه في حفل الزفاف ... لا أعلم كيف سمحت له بأمساك يديك بهذه الطريقة ... يلمس وجهك بيديه القذرة ... و يلف خصل شعرك على اصابعه
_ سامر أرجوك ...توقف ... أنت أجبرتني على هذا الزواج رغم معرفتك بوجود رجل يمتلك قلبي و يريد أن أكون زوجته
لأول مره في حياته ... رفع سامر يده ليضربها ... أخفت وجهها بين كفيها خوفاً ... لكنها لم تشعر بقوة الضرب ...فتحت أماني عينيها ببطء ...حمزة يمسك بيد سامر و هو ينظر بتحدي الى عينيه ...
_ سامر ...أرجوك هذا يكفي ... هذه أماني التي كنت تهم بضربها ... أميرتك الصغيرة
_ أميرتي الصغيرة كبرت يا حمزة ...كبرت و تمردت
_ لا شئ يدعوك للقلق ... لقد تزوجنا ... ستكون بخير ... أعدك
_ معك حق ... معك حق ... سأرحل الأن .. سأتركك مع زوجتك ...سأبيت بمنزلك
كانت أماني تهم بالأعتراض ...كيف يتركها وحيده مع حمزة ... لكن نظراته منعتها ... لم يعد حضنها الدافئ ...لقد أصبح سبب تعاستها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
_ ماذا؟؟ ريتاج ... ريتاج القاسم على متن هذه الطائرة ؟؟
_ ما الأمر يا زياد هل تعرفها ؟؟
_ حيدر !!! ريتاج القاسم
_ المحامية ؟؟؟ أليست من تلقينا تحذير بشأنها من شعبة الأنتربول الدولية
_ أجل ... أنها هي ... أنهم يعتبرونها خطر على الدولة الاسرائلية بسبب نشاطتتها التي تفضح بها ممارساتهم الغير الانسانية وقد طلبوا منعها من السفر
_ حسناً ... و ماذا ؟؟؟ هذا ليس موضوعنا
_ بل هذا هو موضوعنا ... لم أفهم سبب اصرارهم على اخراج " ادوارد نكيلاس" لقد اصبح مكشوفاً للجميع بعد القاء القبض عليه ... لا يمكن أن يعاود نشاطه القديم ... أصبح وجهه معروفاً ... انه يعمل بمؤسسة " x " الربحية ... انهم لا يهتمون بأي شخص لا يحقق مصلحتهم و ادوارد الأن يشكل خطراً عليهم و في حال خروجه لن يتركهم و شانهم... لقد تخلو عنه ... سيسعى للانتقام منهم
_ ما الذي تقوله ..؟؟ كل هذه المسرحية الدموية هدفها الوصول الى ريتاج
نزع زياد وجه أدوارد الذي كان يرتديه تحت أنظار خبير التنكر المستهجن .... و هو يقول :
_ أريد التحدث لزوجها أنتظر هنا و أتصل بجيمس في فرنسا و أعرف أخر ما توصول اليه بالتحقيق مع ادورد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
فتحت ياسمين عيناها بصعوبة بالغة ... كانت لا تزال نائمة على الأرض... لم تتمكن من رفع نفسها... جسدها غارق بالألم .... و قلبها يموت في كل دقيقة ألف مره ... يزن ... لقد أخذ منها أغلى ما تملك .... كان هو سبب تحملها لغضب و جنون حازم المستمر ... الغيرة قد أعمته تماماً ... منذ اليوم الأول لزواجهما و هو يوجه لها الأتهامات بالخيانة و الغدر ... ليتحول الأمر لمراقبة و ضرب مستمر ... و أرغامها على علاقة جسدية وحشية تؤذيها أكثر من الضرب ... لم يبقى على جسدها مكان خالي من كدمه أو من خدش .... لقد تحملته لأنها تحبه ... أجل تحبه رغم كل هذا الجنون ... كانت تظن أنه و بدخول يزن لحياتهما سوف تنصلح الحال ... و لكنها كانت مخطئة .... و هذه الصورة ... من زورها و من هذا الرجل الذي يحيطها بذراعيه ... و الأهم من كل هذا ...يزن ... أين هو ... كيف سوف تستعيده ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
حاول قصي النوم ... لكن عيناها الزرقاء...ِشعرها الأشقر .... بشرتها البيضاء ... دموعها ... صوتها ... لم يستطع اخراجها من خياله ... يلوم نفسه لعدم سؤلها عن اسمها ... انها أبنة البحر ... حوريته ... هل سيقابلها من جديد ....
أخذ نفساً عميقاً و أخرجه بقوة كما لو كان يريد اخراجها من باله ... أنها متزوجة ... ليست حره ... أنساها ... أنساها ... ما الأمر يا قصى ... ستقع بالحب من جديد ... يكفيك ما حدث بالماضي ... أحببتها و أحبتك ... خسرتها ... و الأن هي زوجة رجل أخر ...رجل لا يستحقها ... أه يا ياسمينتي ... كم أشعر بالحزن على حالك .... لكن و منذ الليلة ... حوريته لا تنفك تطرق باب عقله ... تتغلغل الى قلبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
_ و ما دخل عمل ريتاج بكل هذا ..
_ هذا ما نحول أن نفهمه ... أتعلم ما سبب سفرها بالتحديد
_ كما كل مره ... تريد ان تكون صوت من لا صوت له
_ أنا أسألك عن السبب الدقيق لهذه الرحله
_ لا أعلم ...ولكن
_ و لكن ماذا ؟؟
_ صديقتها المحامية سلمى أحمد يوسف ... أنهما يعملان معاً و يحضران كل شئ سوياً
_ رقم هاتفها أرجوك...
أخرج فراس هاتفه باصابع مرتجفه ...
_ فراس ... أخبرني هل من جديد ؟؟ ... هل ريتاج بخير ؟؟
_ سلمى أرجوك أنا بحاجة لمساعدتك ... العقيد زياد المسؤول عن عملية تحرير الرهائن يريد التحدث اليك
_ حسنا ... حسناً
_ أستاذة سلمى ... العقيد زياد طارق يتحدث ... أريد أن أسألك عن سبب قيام الأستاذة ريتاج بهذه الرحلة
صمتت سلمى و هي تصارع وعدها لريتاج بالتكتم عن سبب رحلتها ...
_ استاذه سلمى ... قد تكون ريتاج بخطر محدق
_ أنها ... أنها تحمل وثائق و صور و سي دي تفضح ممارسات الاسرائيلين بالسجون الفلسطينية ... تعذيب و تنكيل و قتل .... كانت تريد تسليمها لمحكمة الدولية بلهاي عن طريق محامي فرنسي
_ و كيف حصلت على هذه المواد ؟؟
_ لا أعلم ...
_ أستاذة سلمى ....
_ صدقاً لا أعلم ... ريتاج تمتلك مصادر لا حصر لها ... و لكن هذه المواد من أقوى الأدلة التي وقعت بين يديها ... صدقني لقد رأيتها ... لن تتمكن دولة الأحتلال من الأنكار هذه المره ... وجوه كبار الضباط بالجيش و الموساد ظاهره و هم يرتكب الفظاعات
_ استاذة ...أريدك أن تفكري جيداً ... أن كان لديك أي معلومة و مهما كانت صغيرة ... أرجوك أخبريني بها قبل فوات الأوان
صمتت سلمى قليلاً ...ثم قالت :
_ لقد وصلت اليها بالأمس رسالة تهديد بالقتل... في حال سفرها
_ و لما لم تبلغ عن هكذا أمر
_ ليست الرسالة الأولى التي تتلقاها ... تردها تهديدات كثيرة كل يوم بسبب عملها
_ حسنا أستاذه شكرا لك ... و ارجوك أن تذكرتي اي معلومة تنفعني أتصلي بي سأرسل لك رقمي من هاتف السيد فراس ..
أغلقت سلمى هاتفها و هي تشد على راسها بقوة ... أقترب بسام منها ليحيطها بذراعيه و هو يقول :
_ لا تقلقي ...ستكون بخير
_ أتمنى ذلك ... أتمنى ... لقد حذرتها مراراً و لكنها ...
_ لكنها صاحبة قضية ....
_ صحيح ...صوت من لا صوت له هذه ريتاج ... هل نام رائد ؟؟
_ كملاك صغير ... و أنت حبيبتي يجب أن تنامي ... تبدين متعبه
قالت وهي تسند راسها على صدره
_ لن أتمكن من النوم حتى أرى ريتاج واقفة أمامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
_ ما الاخبار عند جيمس
_ ليس بالكثير ... لم يتحدث ادورد مع اي انسان منذ سجنه ... حتى سجانيه يتعاملون معه بصمت ... يصرخ ليلا باسماء ضحاياه ... يبدو أنه قد جن تماماً ...
حاول جيمس استجوابه و لكنه غير واعي ...يتحدث بطريقة غير واضحة ... لقد فقد عقله و هذا ما أكد عليه طبيب السجن
_ هذا يأكد لي أن ريتاج هي المستهدفه ... قد يقومون بتصفيتها بأي لحظة .. و عند انتهاء كل شئ سيقولون أنها مجرد ضحية واحدة من بين الضحاياه الأخريين ... و وجودها كان مجرد صدفة سيئة ...و بهذا لن توجه الاتهامات للدولة الاسرائيلية ... كيف لم ننتبه منذ البداية ...
_ و ما العمل الأن ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقولون أن شريط حياة الأنسان يمر أمامه عند أقتراب لحظات الموت... لكن دلال عادت الى لحظات معينة ... اللحظات التي جمعتها مع زياد ... لقائها معه ...لم يكن عادياً أبداً .... يوم تخرجها من الجامعة ... كانت وسط صديقاتها يتحدثن بصخب و فرح ... اليوم أصبحت المهندسة دلال ... نظرت الفخر التي تملئ عيون والديها تساوي الدنيا و ما فيها .... خرجت مع صديقاتها للأحتفال بأحد المطاعم القريبة ... عندها شاء القدر أن تلتقي هذا الشاب الوسيم بزيه الرسمي ...
كان حضوره يفرض نفسه ... لم يتكلم ...لم ينظر اليها ... شعرت بنبض قلبها يتسارع ... هزت رأسها لتستيقظ من الأفكار التي أجتاحتها ... عادت لتتحدث مع صديقاتها و لكنها في كل مره تجد نفسها تنظر اليه ... تغرق في بحوره ... شعرت بالهواء يختفي من حولها ... خرجت من المطعم ... أغلقت عيناها ... حاولت أن تفرض الهدوء على قلبها المضطرب... ما الذي يحدث معها ... لما تشعر بأنها تعرفه و تعرفه منذ زمن طويل ... جاء صوته يهمس لها
_ لقد أنتظرتك كثيراً ... أين كنت ؟؟
نظرت لعينيه الزرقاء ...لا أنها خضراء ... لا تعلم ... و لم تعلم ... و لكنها تجد نفسها تغرق أكثر و أكثر .... أجابته يومها
_ كنت أنتظرك أيضاً ...
_ و الأن جئت مليكتي و لن أتركك أبداً و هذا قلبي ...افعلي به ما شئت
نامت ليلتها و هي لا تفهم ما الذي حدث معها... كيف تقع بالحب من النظرة الأولى ... قد يكون مجرد وهم ... و لكن الأيام التالية جعلتها على يقين بأنها تحبه ... لا ...بل تعشقة .... و عندما طلبها للزواج شعرت بنفسها تحلق بالسماء ...تسير على الغمام ...ستعيش معه أيام حياتها ... لن يفترقا ابداً ... كلماته عندما طلبها للزواج ... لا يمكن أن تنساها ... كانت مكتوبة بخط يده على بطاقة موضوعه وسط زهور الياسمين التي تحبها ...

الشبحWhere stories live. Discover now