الفصل الثاني: ما سمعته دوروثي

54 9 48
                                    

ولجت الآنسة جيمس -اختصاصية المدرسة الاجتماعية- إلى الصف الرابع عند تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا، وبذلك قد قطعت حصة اللغة الفرنسية حاملةً حزمة من أوراق التصويت في يدها، ولم تلبث أن نشرتها على الطالبات عدا المرشحات منهن، وطفقت تشرح شرحًا مختصرًا عما ينبغي لكل فتاة فعله.

قالت:

"ستجدن في كل ورقة ستة أسماء، فضعنَ رمز 'X' على اسم من ستخترنها من المرشحات لتكون مسؤولة الصفوف الدنيا. لا تمسسن الورقة بشيء إلا العلامة، حتى إذا فرغتن مما قلته اطوينها وسلمنها للآنسة بيتمان، أما هي فستضع الأوراق في هذا الصندوق، ولن يمضِ كثيرًا حتى أتسلمه بعد خمس دقائق."

ثم هرعت إلى خارج الصف لتكرار ما فعلت مع الفصول الأخرى.

تظاهرت المرشحات الستة بالإعراض عن الأمر، لكنهن كتمن في قلوبهن خوفًا قد يُفقِد المرء وعيه، وما كان منهن إلا أن بحثن فيما يلهيهن، فتلك هوب لوسون تقلّب صفحات القاموس الفرنسي، وها هي فالنتين بارنيت كأنما يتلاعب بها الزمن، فكلما نظمت أدواتها في مقلمتها عادت ونزعتهن ثم نظمتهن، وهكذا دواليك.

أما الأخريات فقد أقمن على كتبهن قاصدات المذاكرة، أو ليصدق القول: تظاهرن بالمذاكرة.

منعت الآنسة بيتمان طالباتها من نبس كلمة، وأمرتهن بفعل ما قالته الآنسة جيمس.

وبين سكون الفصل القاتل سجلت الفتيات أصواتهن ثم سلمنها، وما لبثت الأوراق أن بلغت صندوقها الجديد حتى دلفت من ستحملها إلى حيث لا يعلم أحد.

كان قد تقرر إعلان نتيجة الانتخابات عند الرابعة عصرًا، وعلى ذلك تبقت عشرون دقيقة من الترقب والحماسة من المصوتات، والرعب والفزع من المرشحات.

إلا أن الآنسة بيتمان قد واصلت قراءة دروس الفرنسية وكأن شيئًا لم يكن، أما دوروثي فبذلت جهدًا كبيرًا في تركيز فكرها على 'Le Jeune Patriote' (صحيفة شيوعية فرنسية تنشر رسومًا هزلية)، وحاولت تناسي شأن الآنسة تيمبيست والآنسة جيمس اللتين كانتا تعدان الأصوات في المكتبة.

ومنذ أن دخلت الآنسة جيمس إلى الصف زاد قدر التعثر في الإجابات على أسئلة الآنسة بيتمان، وباتت الفرنسيز تبكي حظها لما رأت من أخطاء المرشحات الستة اللائي كنّ يترقبن انقضاء الحصة بغير صبر.

ساد الهرج والمرج في المدرسة حين دق جرس النهاية، وتطايرت كتب الفرنسية الرتيبة مع مقاعد الطالبات بعد أن نهضن مهرولات نحو قاعة المحاضرات، ورغم أن الآنسة بيتمان صاحت فيهن ليعدن إلى الصف ومن ثم يخرجن خروجًا زكيًا رفيعًا، إلا أنهن لم يحفلن بحديثها، وسارعن ليعرفن نتيجة الانتخابات، وما مرت إلا لحظات حتى احتشدن جميعًا هناك.

لم يمضِ وقت طويل على ترقب الفتيات، إذ ولجت الآنسة تيمبيست إلى القاعة سائرةً بخطواتها التي لا تنتحي عن سبيلها يمنة ولا يسرة عند الرابعة عصرًا، ولم تتأخر عن الموعد أو تتقدم لحظة واحدة.

Avondale || أڨونديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن