الفصل الرابع عشر: مزمار الراعي

11 1 0
                                    

عادت دوروثي إلى أفونديل عازمةً على مضاعفة جهدها المبذول، وقد كان هناك الكثير لتفعله إذا لم ترد أن تتخلف عن صفها، فقد فاتتها دروس كثيرة، ولتستطيع اللحاق بزميلاتها كان عليها أن تدرس الكتب المدرسية بنفسها، وأن تحاول استيعاب صفحات لا تنتهي مما لا تفقه منه شيئًا.

قالت في نفسها:

'هذا واجب علي! إذا توانيت عن المذاكرة فسوف ألقَ شر الجزاء في الامتحانات، سوف أدرس كل سطر وكل حرف، مع أن ذلك صعب وعسير، ولكن لا! لا تحفلي بذلك يا دوروثي جرينفيلد، ولتعزمي على الجد والمثابرة، مهما كان السبيل شاقًا'.

ولأنها عزمت على ذلك بالفعل، صارت تستيقظ باكرًا في حوالي الخامسة والنصف صباحا، وكانت تقضي ما يقارب الساعة والنصف في المذاكرة كل صباح قبل أن تناديها مارثا عند السابعة والربع.

وكان النوم ساعتئذٍ شهيًا لذيذًا، لكنها سرعان ما بدأت تعتاد نهوضها المبكر، وحرمت على نفسها المكوث في السرير حين تشرق الشمس، ولما أن اعتادت المذاكرة في تلك الساعة من اليوم، اعتادت كذلك أصوات طيور السمنية التي تصدح بمرح في الأدغال الكبيرة بالخارج.

                             ¥¥¥¥¥¥¥

خبرات التمريض: (بالخط العريض)

كان ما تطمح إليه دوروثي بعيدًا لدرجة أنها تجرأت بالكاد على الاعتراف به لنفسها.

في كل عام كانت تُمنح جائزة في أفونديل تسمى 'نصب ويليام سكوت التذكاري'، نسبةً إلى مؤسس المدرسة الذي أوصى بمبلغ من المال لهذا الأمر.

تُمنح الجائزة سنويًا للفتاة التي ستحصل على أعلى درجات الامتحانات، وذلك لأي فتاة من أي صف.

على أن تلك الجائزة كانت لا تذهب إلا لفتيات الصف السادس؛ إذ كنّ أكبر التلميذات وأرشدهن، ومع ذلك ليست مخصصة لصفٍ بعينه؛ فالفرص متكافئة لكل فتاة، وهدف الجائزة هو تكريم الطالبة التي تجد وتجتهد، دون النظر إلى صفها أو عمرها.

فكرت دوروثي:

'إن الفائزات كنّ من الصف السادس منذ أربع سنوات، أي منذ أول عهدي بالمدرسة، أما الآن فحان وقت خلاف تلك القاعدة على يدي. ورغم أنني لا أملك أي بصيص أمل في كسبها إلا أن الأمو يستحق المحاولة، وحسبي ذلك من شرف.

لن أطلع أي أحد على هذا الهدف، ولا حتى خالتي باربرا؛ فلا أريد إحراج نفسي'.

ولكن هل ستفشل كل جهودها تلك في ربح الجائزة؟

هذا ما سوف نراه...

                          ¥¥¥¥¥¥¥¥

قالت مافي موريس ذات يوم:

"دوروثي جرينفيلد! لا أظن أنكِ قد أخطأتِ في امتحان الألمانية الأخير، وكنتِ تقرئين الدروس كلها بلا زلة واحدة. ماذا أصابك؟"

Avondale || أڨونديلWhere stories live. Discover now