الفصل الثاني عشر: الكهف الأجوف

7 1 0
                                    

لم تكن رينجبورو تحوي مزارًا مائيًا لصيد الأسماك وملاعبَ كبيرةً للجولف وحسب، بل حوى الحي عينه كثيرًا من الجاذبات، كالجبال التي تجاوره والتلال، ولا سيما الكهوف الذاهلة التي تستتر تحت الأرض، الملأى بالبحيرات والأنهار الجوفية والفوَّهات الغامضة التي لا يدري أحدٌ إلى أين تنتهي.

قال بيرسي هيلم ذات يوم:

"ينبغي أن نزور كهف لينجهام، إنه أحد معالم السياحة المحلية، وإنه لمن المؤسف أن نأتي إلى هنا ولا نأتيه. ماذا ترون في ذهابنا إليه غدًا؟ سيكون وقتًا رائعًا."

ولما أن جاء الغد لم يود أيٌّ من الكبار المسئولين أن يذعنوا لأفكار بيرسي، إذ كان الدكتور لونجتون والسيد كلارك يقصدان إلى صيد السمك، وكانت السيدة لونجتون قد أصابها قليلٌ من لغوب، وأحبَّت أن تجلس في الحديقة، وكان السيد والسيدة هيلم يرغبان في لعب الجولف.

ولما أنبأت أليسون أمها بشأن تلك الرحلة قالت:

"لقد زرتُ لينجهام من قبل، وأعلم مدى رطوبة وبرد ذلك الكهف. لقد كنتِ تسعلين ليلة أمس يا بيردي، وإنني لا أريد لكِ أن تمرضي، يجب أن تقضي وقتكِ في شيءٍ هادئٍ وآمنٍ اليوم."

أما دوروثي فلم تكد تطرح على السيدة لونجتون أمرها حتى وافقت، وعلى ذلك شدَّت رحالها هي وبنو هيلم، وبدءوا في السير أعلى المنحدرات إلى كهف لينجهام، والذي كان يبعد منهم نحو أربعة أميال.

كان الجو ما زال باردًا صقيعًا، حتى إن بعض قمم التلال كانت تغشاها الثلوج، وقد كان الهواء باردًا يلفح وجوه الأربعة؛ فيثير حماستهم ولا يضرهم.

ساروا جميعًا فوق الأعشاب القصيرة التي تجاور المستنقعات، وتأملوا منبع النهر بين جدارين من صخور الجير، ثم عبروا هوةً بدا أنها جاءت من تصدع صخرة، وعندئذٍ قالت جابرييل:

"إنه مكانٌ بُدائي، ولا بد أن اضطرابًا عظيمًا قد وقع هنا ليفلق هذه الصخور الصلبة ويفتتها مثلما نرى، أتساءل عن قدر القوة التي فعلت هذا! بل أتساءل عما إذا كان ثمة بشرٌ هنا حيث حدث ذلك."

قال بيرسي:

"إن كان ثمَّ بشرٌ هنا لماتوا شر موتة، فإن أصغر هذه الصخور تكفي لتسحق جيشًا."

قالت دوروثي:

"إنه لأمر مؤسف أن أليسون ليست معنا، فلقد تحفل بالجيولوجيا حفولًا كبيرًا"

ردت جابرييل:

"أجل، إنني آسفة لمنعها الحضور. أحسب أن السيدة كلارك تخشى على ابنتها من أرق النسيم، ولحسن حظي فإن والدتي لا تزعجني إلى هذا الحد، ومع ذلك فإن للأمر جانبًا حسنًا، فإنه لمن الرائع أن تكوني طفلة والدتك المدللة!"

قال إيريك:

"إذن كان يجب أن تولدي في عائلة أخرى، فقد تركتِ انطباعًا سيئًا في عائلتنا."

Avondale || أڨونديلWhere stories live. Discover now