الفصل الحادي عشر: عم أليسون

8 2 0
                                    

لم يمضِ زمنٌ طويلٌ على ما سُرِد في الفصل الماضي حتى ولجت أليسون القطار في أحد الأصباح بحماسةٍ ونشاط، وهي تتوق إلى تحية دوروثي قبل أن تبدأ في قص أنبائها الجديدة عليها:

"لقد بلغت أمي رسالةٌ بريديةٌ ظهيرةَ أمس، وقد بعث بها إليها العم ديفيد، وقال إنه آتٍ إلى إنجلترا، ولن يعود بعدئذٍ إلى الهند، ويودُّ السكن على مقربةٍ من لاتشورث. سيأتي قبل عيد الفصح، وسيبقى معنا بغير فراق. أليس هذا جميلًا؟!"

قالت دوروثي:

"أتحبينه؟"

قالت:

"أحبه؟ وكيف لا أحبه! إنه امرؤٌ ظريفٌ مرِح، ودائمًا ما كان يمازحني ويحدثني بالطرائف. إنه عميَ الوحيد، لذا أحبه كل الحب."

قالت:

"وهل له أبناء؟"

قالت:

"كانت لديه واحدة، لكنها ماتت في صغرها، وكذلك ماتت زوجته الخالة مادلين في الهند، ومنذ حينئذٍ يمضي حياته وحيدًا، لكنه لا يتفرغ ولا يركن إلى الراحة، إذ يشرف على السكك الحديدية وتشييد الجسور، وله جيشٌ من حمَّالي أمتعة المسافرين تحت يده، وأحيانًا ما يمرون بالأدغال حيث النمور والحيَّات، ومن تلك الرحلات يقص علينا أحسن الطرائف!

إنني أتوق إلى سماع كل حكاياه! عليَّ أن أدعوه إلى ذلك حين يصل."

قالت دوروثي:

"إذن هل سيمكث في منزلكم؟"

قالت:

"سنُكرِهه على ذلك. سيأتي إلينا بَدِيًّا حين وصوله، ومن ثم سنصحبه أنا وأمي إلى مكانٍ ما لنقضي عيد الفصح، يا لسعادتي! كم أتمنى لو يمر الوقت سريعًا سريعًا!"

قالت:

"هوِّني عليكِ، لا يبعد بيننا وبين عيد الفصح سوى أسبوعين."

قالت:

"أعلم، لكن أسبوعين يعادلان أربعة عشر يومًا يا عزيزتي. قالت أمي إن العم ديفيد سيصل في نهاية الأسبوع، وهي تحضِّر للذهاب يوم الأربعاء الذي يسبق عيد الفصح، ولا أحسبني آتيةً إلى المدرسة في تلك الأيام."

قالت:

"إذن في أي الأماكن ستقضون عطلتكم؟"

قالت:

"لا أدري، سندع العم ديفيد يختار."

كانت دوروثي حينئذٍ تغبط أليسون، وليس ذلك لأن عمها محبوبٌ وحسب، بل لأنه بدا سعيدًا بقضاء وقته بصحبة ابنة أخيه، وبتسليتها بحكاياته وقصصه.

قالت في نفسها:

'يبدو أنني لن أراه، إذ لم يدعُني أحدٌ إلى ليندينلي، ومع ذلك أودُّ سماع بعض الأقصوصات عن الهند وما يدور بها. يا لحظي! أحسب أيضًا أنني لن أبرح منزلي في عيد الفصح هذا'.

Avondale || أڨونديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن