الفصل الثالث عشر: ذكرى المدرسة

7 1 0
                                    

عادت دوروثي إلى هارفورد بأحداث كثيرة وجديدة لتقصها على الخالة باربرا، فقد كانت زيارة رينجبورو ممتعة للغاية، لكن وبعد كل تلك الإثارة التي قضتها دوروثي في رحلتها فإنه كان من الصعب عليها الاستقرار في حياتها الطبيعية بين المدرسة والدروس.

إن بعض الناس إذا ما قابلتهم تغييرات في حياتهم الطبيعية كانت لهم كالمنشط الذي يؤلف بينهم وبين حياتهم اليومية، ولكن ثمة فئة أخرى من الناس إذا ما مروا بالتلك التغييرات زادتهم رغبة في تكرارها فينشغلون عن حياتهم اليومية الطبيعية فتزول من بين يديهم، ولسوء الحظ كانت دوروثي من النوع الثاني.

كان وقتها اللطيف الذي قضته في المحطة المائية وملاهي الحياة هناك والرفقة الممتعة مع الفتيان والفتيات الذين في مثل عمرها، كل ذلك كان يبدي التناقض الحاد بين حياة المغامرات وحياتها الطبيعية الساكنة، وكل ذلك جعل حياتها في هولي كوتيدج تبدو مملة ورتيبة، حتى استقرت سحابة التعاسة على وجهها، وتسللت النظرات القديمة المستاءة إلى عينيها.

خاب أمل الخالة باربرا أشد الخيبة، إذ كانت تأمل أن تسعد دوروثي بعطلتها، لكنها بدت تعيسة للغاية، فأهمها ذلك وأقلقها، إذ شعرت أنه ثمة خطب ما يدور في ذهن الفتاة، ومع ذلك لم تستطع معرفة ذلك الخطب، لكنها كانت تعلم أنه أمر سلبي لا إيجابي، وكانت تعلم أن فتاتها باتت شريدة الذهن.

نادرًا ما دوروثي سيئة الطباع في المنزل، لكنها توانت مؤخرًا عن التعامل بلطف وعن المداعبات البسيطة التي كانت تعني الكثير للخالة باربرا، وقد بات تعاملها جافًا متصلب.

إن الأشياء الصغيرة ولو احتقرتها الأعين لها أهمية كبيرة في حياة الأفراد، وقد كانت دوروثي منغمسة في مشكلاتها الخاصة ولم تفكر قط في الفرحة التي قد تحققها قبلة تُطبع على وجنة خالتها.

أما في الآن الحالي فكانت منخرطة في شؤون أفونديل، إذ إن الفصل الدراسي القادم أصعب من سابقه، وهو الذي سيحسم الدرجات والنتائج.

ولم تكن تهتم بأمور صفها وحسب، بل اهتمت بالكثير من الأشياء الأخرى التي ترتبط بالمدرسة هي الأخرى، مثل فريق الإسعاف، والجمعية النباتية (لا تعمل إلا في شهور الصيف)، وأخيرًا الاتحاد الدرامي الذي فاق فخرها بالانضمام إليه كل الحدود.

كان من البديهي أن تجد في التدريب المكثف في البروفات، وكان المكيال الذي يزن قدرة المرء ومهارته في التمثيل أعلى بكثير مما قد تحققه طالبة في الصف الرابع.

كانت مهمة الاتحاد القادمة قريبة، إذ كلما مر يوم اقترب معه مهرجان المدرسة، وقد تقرر أن يكون ذلك في الثاني عشر من مايو، ويرجع ذلك إلى سببين، أولهما أن ذلك اليوم هو الذكرى السنوية لوضع حجر الأساس للمدرسة، وثانيهما أنه يوافق عيد الربيع، مما أتاح الفرصة لشتى أساليب الاحتفال الجذابة والساحرة.

Avondale || أڨونديلWhere stories live. Discover now