الفصل الأخير: جائزة ويليام سكوت

42 1 3
                                    

عادت دوروثي إلى منزلها صبيحةَ اليوم التالي، أما أليسون فأمضت في النُزُل عدةَ أيامٍ حتى استطاعت العودة، إذ إن لها مناعةً هزيلةً منذ صغرها، ولقد أعياها الخوف والغرق.

كان للهدوء والراحةِ اللذيْن أمر بهما الطبيبُ أثرٌ حقيقٌ في شفائها، وعند انقضاء الأسبوع رجعت إليها عافيتها.

علمت الفتاتان لاحقًا بشأن قرابتهما، وكتبت السيدة كلارك إلى صهرها تقص عليه كل شيء، وشقَّ عليه أن يغتفر لها ذنبها، لكن سعادته حين علم بأن ابنته ما تزال حيةً فاقت غضبه من الخداع الطويل الأليم الذي خُدِعه.

وقد تصالح مع أخت زوجته محبةً لأليسون التي كان بينه وبينها وصالٌ وثيق، وحاول نسيان الماضي وتركه.

لقد بتَّ هو والآنسة شيربورن أن يسترا على دور السيدة كلارك من القصة، فلم يودَّا أن تدريَ الفتاتان بما فعلت من سوءٍ فيما مضى، وكفاهما أن يعلنا عن نسب دوروثي دون تفسيراتٍ شارحة.

وكانت مارثا وحدها التي عرفت مباديَ الأمور وبواطنها، لكنهما يثقان بها وبأمانتها.

قال السيد كلارك:

"لن أطالب بحق ابنتي القانوني في ثروتها، فإنني لست في حاجةٍ إليه؛ فلدي من المال ما يكفيني، وما يغنيني عن أعمال الهند، غير أنني لا أستطيع رؤية ابنة أخي في فقرٍ وحاجة.

ولما تبلغ روزاموند الحادية والعشرين من عمرها، وتبلغ من العمر ما يأذن لها بأن تبتَّ هذه الشؤون بنفسها، آمل حينئذٍ أن تقبلَ بتقسيم الإرث بالمساواة مع ابنة عمها، وعلى ذلك تُعدِّل ما كان ظالمًا."

كان الحقُّ لدوروثي بهجةً وتعسًا، فلقد أزال وصمةَ العار التي حسبتها ملاحقتها لأنها 'لقيطة'، وتساوت منزلتها مع منزلة الفتيات الأُخَرِ في النسب والأسرة، ومع ذلك كان للأمر عيوبٌ لا مناص منها.

ورغم أنها أحبت والدها الحقيقي وسعدت به، إلا أنها تشبثت بتلك المرأة التي هي حياتها السابقة كلها.

قالت لوالدها:

"لقد نشَّأتني الخالة باربرا وقدَّمتني على نفسها، ومن ذلك لا يسعني تركها. لقد وعدتها معاونتها ومرافقتها حتى تسنَّ وتشيخ."

فأجابها السيد كلارك:

"أعلم يا صغيرتي، أعلم أننا مدينون لها، ولن نتركها أبدًا، أنا وأنتِ معًا."

ضجت المدرسة بأنباء دوروثي وأليسون، وباركت كل الفتيات لدوروثي وهنَّينها، حتى هوب لوسون وفالنتين بارنيت!

قالت روث هارمون:

"لم يحدث شيءٌ بهذه الإثارة في المدرسة منذ ولجتها. أحسب أن هذه القصة هي أعجب ما صادفته في حياتي."

قالت مافي موريس ممازحة:

"لا ندري بما نناديكِ الآن؟ إن اسمكِ المستعار دوروثي جرينفيلد، والحقيقي روزاموند كلارك، بأيهما نناديكِ؟"

Avondale || أڨونديلWo Geschichten leben. Entdecke jetzt