الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)

115K 5.2K 1K
                                    

"الفصل الثاني عشر"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
________________

‏مـن لـم يزُرنا والديارُ مُخيفـةٌ
لا مرحباً بهِ والديارُ أمانُ ..
_______________

وقعت الجملة على الجميع كوقع الصاعقة، أما «خديجة» جحظت عيناها للخارج من طلب«ياسين»
وكل ما يدور برأسها هل ما طلبه صحيح؟ هل يريد عقد قران بتلك السهولة من خلال رؤيتها مرات قليلة إن وضعت في حد التعبير أن هذه تعتبر رؤية، كيف يطلب مثل هذا الطلب وهو لا يعرف عنها شيئًا، كيف تخبره بمخاوفها من نفسها ومن العالم بأجمعه، فاقت من شرودها على حديث والدها وهو يقول:

"معلش يا بني بس كتب كتاب إزاي بالسرعة دي؟ أنتَ لسه متعرفناش وبرضه من خلال قعدتك مع خديجة معتقدش إنك عرفت تحدد مصير الموضوع كله"

نظر «ياسين» إلى «وليد» لكي يعاونه في طلبه ثم تحدث قائلًا:
"أنا مع حضرتك في اللي قولته يا عمي، بس في حاجة كمان حضرتك مش واخد بالك منها، إن الجواب باين من عنوانه،وأنا من عنوان حضراتكم الجواب باين قدامي، ولو عليا حضرتك تقدر تسأل عليا وتطمن"

رد عليه والدها بإحراج من حديثه وهو يقول:
"لأ يا بني متقولش كدا، ربنا يعلم أنا قلبي مطمنلك إزاي، بس برضه هتكلم مع خديجة هي اللي من حقها تقرر، ولا إيه يا خديجة؟"
نظرت«خديجة» له بخوف، فتحدث والدها قائلًا:
"ها يا خديجة إيه رأيك؟"

وأيضًا لم يصله منها رد، فرفع صوته قائلًا:
"أنا مش بكلمك ما تردي عليا"

انتفضت نتيجة لصوت أبيها، وأغرورقت أعينها بالدموع، من يراها يظن أنها لا تريد التحدث وكأنها لا تبالي ولكن في الحقيقة هي كانت تحارب ذاتها ليخرج صوتها، عندما رأى «ياسين» تبدُل حالها، نظر لـ«وليد» وكأنه يقول له:
"دلوقتي بس أتأكدت"

فتحدث قائلًا:
"معلش يا عمي بعد إذنك، أنا عاوز أتكلم مع الآنسة خديجة لوحدنا لو مش هيضايق حضرتك"

نظر لها والدها بقوة ثم قال:
"ماشي يا حبيبي، وصلهم البلكونة يا أحمد يتكلموا براحتهم فيها"

أومأ له «أحمد» ثم امسك يد أخته وأخذها إلى الشرفة وياسين خلفه، قام بإضاءة المصباح لهم ثم نظر لأخته،وجدها خائفة وعيناها لم ترتفع من الأرض، فنظر إلى «ياسين» ثم قال له:
"معلش يا أستاذ ياسين، هي متوترة شوية، براحة عليها بس"

قال جملته ثم ضحك ليقنعه أنه يمازحه، بادله «ياسين» الضحك ثم قال:
"ولا يهمك يا أحمد وبعدين أنتَ شايفني واقفلها بعصاية؟ أنا هحاول أقنعها على قد ما أقدر وأتمنى إنها  تفهمني"

قال جملته ثم ابتسم له بإطمئنان، نظر له أحمد بتعجب ثم خرج لوالده و وليد في ردهة الشقة، استأذن والده ودخل المرحاض، فجلس أحمد بجانب وليد ثم قال له:
"هو إيه اللي بيحصل يا وليد أنا مش فاهم حاجة؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن