الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)

97.4K 3.7K 1.5K
                                    

"الفصل الثالث و العشرون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
________________________

فُتنتُ بفتاةٍ ذات جمالٍ سرمدي...و أنا عن الحب زاهدٍ ناسكٍ متعبدِ.
_______________________

لازلت أنتظر تلك اللحظة التي أخطو فيها نحو حياةٍ أخرى، حياةٍ كتبت لي فقط حتى أزهر بها من جديد، لطالما كانت مكافأة أصحاب المعاناة هي عمق العقول ، و ملامحٍ تميزت بالقبول، ألم يحن الوقت لذلك القلب حتى يحيا و ينعم بالقبول؟ أم أن مثلي في تلك الحياةِ مثل الزهرةِ ما دامت قطفت إذن كُتب عليها الذبول؟

لحظة ترقبٍ و انتظار كُتبت على الجميع حتى يعيشوا بداخلها، كل الأعين تطالعهما حتى يتبين قرارهما الأخير، إن كانت الموافقة إذن هما من اختارا الحب، و إذا كان الرفض إذن هما من اختارا المعاناة، بعد الصمت السائد تحدث «ياسين» يقول بنبرةٍ جامدة:
"أفهم إيه أنا من السكوت دا؟ اعتبروه مَهر بنات عمكم، بس واضح كدا إن الجوازة مش هتكمل"

رد عليه «راشد» متلهفًا بقوله:
"لأ أستنى أنا موافق، موافق كمان اكتب نصيبي كله على الأقل يبقى رد اعتبار ليهم بعد اللي حصل"

بسمةٌ بلهاء زينت أوجه الجميع بعد حديث «راشد» حتى أوشك فمهم على التيبس، حينها طالع «وليد» وجه «رامي» الذي ظهر التخبط على محياهُ بقوةٍ مما أدى إلى فهمه ما يدور بخلده، لذلك وقف يقول بمرحٍ طفيف:
"طيب يا جماعة كدا راشد ربنا كرمه و وافق، رامي شكله مش فاهم حاجة علشان كدا هاخده أفهمه أنا"
طالعه «رامي» بدهشةٍ فوجده يقول بمرحٍ طفيف:
"بس بعد ما أتكلم مع الآنسة شذى الأول، عاوزك يا آنسة و معايا الأستاذ ياسين، بعد إذن حضراتكم طبعًا"

أومأ له الجميع بموافقةٍ، بينما هي وقفت لهما ثم اقتربت منهما تحرك رأسها بإيماءةٍ بسيطة تنم عن موافقتها، ثم تبعتهم نحو الأعلى، كان الجميع يتابعون الموقف بريبةٍ حقيقية، حقًا الموقف بأكمله يستحق القلق و الخوف، توقف «رامي» عن الحديث، و مطالبة «وليد» التحدث مع الفتاة و معه «ياسين»، كل ذلك يستحق الخوف، أبان ذلك الصمت، مال «عامر» على أذن «ياسر» يقول هامسًا:
"احنا المفروض نجهز نفسنا علشان أول ما الصوت يشتغل نطلع على فوق علطول"
طالعه «ياسر» بعدستين متسعتين، فوجده يضيف بسخريةٍ كعادته:
"متبصليش بقى بعينك الزرقا دي، اسمع مني الليلة دي هتخلص بعلقة حلوة"

في الأعلى صعد كلاهما وهي خلفهما بخوفٍ و قلقٍ، بعدها دلفوا الطابق الأول و أول من تحدث كان «ياسين» وهو يقول بنبرةٍ متريثة:
"احنا مش عاوزينك تقلقي كدا يا آنسة شذى، احنا بس عاوزين نتكلم معاكي و نفهمك حاجة بسيطة و يا تقتنعي يا لأ"

ردت عليه هي بتوترٍ ظهر جليًا فـي نبرتها المهتزة و ملامح وجهها المرتابة و تعرق وجهها:
"اتفضل أنا سامعة حضرتك مع أني مش فاهمة حاجة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن