الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)

91.1K 3.7K 2K
                                    

"الفصل السادس عشر"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
___________________

لقلبٍ مُظلم أتيْت أنتَ تُزيل عتمته...لطريقٍ مُوحش وحدكَ فقط أنَرت ظُلمته.
____________________

إن كان في صدف الزمان ما يطيب النفس فهو في رؤية عيناكِ عزيزتي، تلك العدسة الصغيرة تُعد وطنًا كاملًا لشخصٌ مثلي مشردٌ لن تقبله الأوطان ...و بعد السير وحيدًا في الظلام ...صادفتُ جنة عيناكِ ليصبح ذاك المُشرد مُحاطٌ بالأمان، مثلي من ذاق قسوة الفراق و أتعبه ألم الأشتياق؛ يود فقط مدينة حدودها ذراعين تحتويه في عِناق.

_"ست فردوس !!"
قالها «حسن» بدهشة حينما رآى والدة زوجته السابقة تقف أمامه تطالعه بحنقٍ و كأنها بذلك تبدأ هجومها عليه، أما هو فازدرد لُعابه بخوفٍ و هو يطالعها بترقبٍ فوجدها تبتسم بتهكمٍ و هي تقول:
"إيه يا أستاذ حسن مش هتدخلني ولا إيه ؟ و لا العروسة الجديدة مانعة دخول حد شقتها"

استمعت «هدير» لصوتها لذلك قطبت جبينها و هي تترك الأريكة و تتوجه نحو مصدر الصوت، و حينما اقتربت منهما، وجدتها تقول بضيقٍ حينما رآتها:
"يا آهلًا بالعروسة، لابسة أسود ليه يا حلوة دا حتى فال مش كويس"

نظرت لها «هدير» باستنكارٍ واضح و هي تحرك رأسها باستفهامٍ تطالع «حسن» الذي وقف بملامح وجه واجمة، فوجدتها تقول بسخريةٍ مُتهكمة:
"إيه يا عروسة هو أنتِ متعرفنيش ولا إيه؟ البيه مقالكيش إنه كان متجوز و أنا كنت حماته... حماته اللي كان السبب في موت بنتها و قهرني عليها طول العمر"

اتسعت مقتليها حينما سمعت تلك الجملة و هي تنظر له باندهاش فوجدته يقترب من «فردوس» و هو يقول منفعلًا:
"يمين بالله لو ما بطلتي كلامك الخايب دا لأخليكي تحصلي بنتك"

_"و هو أنتَ عاوز تحرمني منها و تقهرني عليها و تعيش حياتك و تتجوز كمان، إيه بتقتل القتيل و تمشي في جنازته"
صرخت «فردوس» في وجهه بذلك و هي تطالعه بغلٍ واضح، أما «هدير» فلم تشعر سوى بالدموع التي أغرقت وجهها في ثوانٍ، فسمعت «حسن» يقول صاررًا على أسنانه بقوة:
"أنتِ شكلك كدا بنتك وحشتك و أنا ميهونش عليا كدا، و بقول ابعتك ليها و تبقى الجثة جثتين"

طالعته «هدير» بدهشة و هي تسمعه يتحدث بذلك، فوجد «فردوس» تقول بنبرةٍ متشفية:
"الجثة التانية دي هتبقى جثة العروسة، لما تموت و قلبك يتقهر عليها، و أنا بقى اللي هموتها"
قالت جملتها ثم اندفعت بجسدها نحو «هدير» تحاول الامساك بها و لكن يد «حسن» حالت بينهن حتى يمنعها من الاقتراب و هي تصرخ بعدة كلمات حانقة عليهما، في تلك اللحظة شعرت «هدير» بالاختناق و كأن حجرًا عالقًا في حلقها لذلك رفعت كفيها معًا تدلك عنقها بشدة و هي تشعر بالتقيؤ و كأنها تصارع شخصًا آخرًا بداخلها و مع ارتفاع الصوت حولها و زيادة اختناقها و هي ترى «فردوس» تصارع «حسن» حتى تصل إليها سعلت بقوة و كأنها غريقًا خرج من البحر لتوه، و فجأة سقطت مغشيةً عليها بقوة متصادمة في الأرض الرخامية أسفلها، أما «حسن» حينما سمع تلك الاصطدامة، دفع «فردوس» بعيدًا ثم اقترب منها يقول بخوفٍ حقيقي اتضح في نبرته و ملامحه:
"هــديـر....فوقي علشان خاطري، فوقي و متسبنيش"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن