الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)

115K 5.5K 1.5K
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الحادي والعشرين"
_____________

لإنكِ تُشبهين الفراشة.. كلما أنطفأتِ عاد سحركِ من جديد
______________

إذا كان الخوف لا يمنع الموت، لكنه يمنع الحياة، أحيانًا قد تترك الخوف ليتحكم بك ويأكلك وأنتَ حيٌ تُرزق، وإذا تماديت في خوفك قد تُظلم و تَظلم.

سمع «ياسين» طلبها الذي خرج منها بنبرة مهزوزة وكأنها تُصارع نفسها للبقاء، أخذ هو نفسًا عميقًا ثم قال بهدوء:
"وأنا موافق يا خديجة أني مجيش بكرة..بس بشرط"

تعجبت من حديثه، فسألته مستسفرة:
"شرط؟ شرط إيه يا ياسين؟"

بنفس نبرته الهادئة قال:
"شرطي إنك تقوليلي سبب قوي ومُقنع يخليني مكونش عندك بكرة"

صمتت ولم تستطع الإفصاح عما يجول بخاطرها، فحثها على التحدث وهو يقول:
"طب تمام يا خديجة طلبك مرفوض"

زفرت هي بعمقٍ ثم قالت وهي على مشارف البكاء:
"صدقني أنا مش عاوزاك تيجي علشان خايفة"

أومأ وهو يقول بتفهم:
"وإيه السبب؟ ولازم يكون قوي ومقنع ومش هتنازل عن كدا"

قالت هي في هدوء وكأن حالها تبدل:
"أنا خايفة علشان عارفة عمتو عاوزاك تيجي بكرة ليه، خايفة علشان أنتَ هتشوف نسخة غريبة مني بكرة ومش هقدر أرفض إني أنزل ولا هقدر أدافع عن نفسي، علشان مش عاوزاك تشوفني بكرة وأنا ضعيفة مش بقدر أتكلم لما هي ترمي عيوبي قُدامك"

أشفق على حالها كثيرًا فقال متفهمًا:
"صدقيني ولا أي حاجة في الدنيا دي كلها تخلي صورتك تتهز قُدامي، ولا كلام أي حد عنك يقلل من نظرتي لكِ، أنا هاجي بكرة يا خديجة، وأنتِ هتكوني معايا، ومش عاوزك تقلقي حتى لو حد إتكلم أنا موجود وإفتكري دايمًا إني موجود علشانك"

تنفست بعمقٍ ثم قالت:
"ربنا يسترها إن شاء الله...هو.. هو أنتَ هتيجي بكرة إمتى"

خرج حديثها يحمل الخجل بين طياته وكأنها تخشى أن تسأله مثل هذا السؤال، أما هو ظهرت التسلية على ملامح وجهه وقال بنبرة مَرِحة:

"للدرجة دي وحشتك مش قادرة تستني لبكرة علشان تشوفيني؟"

خجلت أكثر بكثير من ذي قبل وظهر التوتر جليًا على صوتها وهي تقول:
"أ..أنا مش قصدي والله...أنا بس قصدي..تصبح على خير يا ياسين"

قالت جملتها الأخيرة بسرعة كبيرة لكي تتخلص من توترها، أما هو إبتسم على توترها وحديثها فقال بنفس النبرة المَرِحة:
"وأنتِ من أهل الخير يا خديجة..اللي هو أنا يعني"

وصل لها مغذى حديثه المُبطن فقالت بتوتر:
"شكرًا...أشوفك بكرة إن شاء الله"

بنفس النبرة الخبيثة قال:
"بس أنا معرفش العنوان؟"

إبتسمت على جملته ثم قالت بهدوء:
"إسأل واللي يسأل ميتوهش"

حاول كتم ضحكته وهو يقول بصوتٍ ظهرت فيه العاطفة:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن