الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)

60.9K 3.4K 1.3K
                                    

"الفصل الرابع و الثمانون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"العَين لا ترىٰ سواكِ كي له تنظر، و قلبي لِـ غيركِ لا يُبصر"
_________________________

لم يخْجَل حين قال:
"خشِيت على نفسي فذهبتُ إلى خديجة "
لم يذهب إلى قبيلتهِ ولا عشيرتهِ اللّذان هما الأحَق...كأنّهُ أرادَ إخبارَنا فيما بعْد
"خديجة هي قبيلتي وكل أُناسي".
إنه الحَبيب المُصطفى الذي علَّمنا كيف يكُون الحب حقاً...صلُّوا عليهِ و سلِّموا تسْليمًا.

انسحبت الروح من جسديهما فور سقوطها مغشيةً عليها، لذا ركضا نحوها بسرعةٍ كُبرىٰ و قد التقطها "ياسين" بين ذراعيه و هو يناديها بلهفةٍ و خوفٍ و "وليد" يربت على وجنتها و زاد خوفه أكثر و هو يرى شحوب وجهها، و كأنها في خلال ثوانٍ دخلت ضمن عداد الموتى !! رفعها "ياسين" ما أن أدرك أدرك وضعها او ربما حينما زاد خوفه، و خلفه "وليد" يركضان بها حتى اقتربت منهما احدى الممرضات تشير له على غرفةٍ من الغرف حتى يدخل بها، لاحظت "ريهام" حركتهم فاقتربت من الغرفة تسأل بلهفةٍ:

"خديجة مالها يا وليد ؟؟! حصل إيه هي مش كانت كويسة ؟!"

رد عليها بخوفٍ و صوتٍ مهتز و عينينه تدور بتشوشٍ:
"مش....مش عارف....ممكن تكون اتخضت أو خافت من الصوت، ماهي مبتستحملش حاجة"

دلفت الغرفة بسرعةٍ كبرىٰ فوجدت "ياسين" يضعها على الفراش و يفك حجابها حتى لا تختنق، و في تلك اللحظة دلفت الممرضة مرةً أخرى و معها الطبيبة التي تحدثت بنبرةٍ عملية ثابتة:
"اتفضل برة حضرتك و أنا هكشف و اطمنك، اتفضل يا فندم"

رد عليها مسرعًا بخوفٍ:
"لأ مش هينفع، أنا مش هسيبها، أكشفي عليها و أنا معاكِ هنا، أنا مش هخرج و أسيبها"

اقتربت منه "ريهام" تقول بنبرةٍ هادئة تحاول اقناعه:
"معلش يا ياسين، اخرج دلوقتي و أنا معاها هنا، بس علشان الدكتورة تكشف براحتها، اتفضل"

زاغت عينيه في المكان حتى استقرتا عليها و هي تنام على الفراش و عينيها مغلقتين فوق بعضهما باحكامٍ و كفها يرتمي على الفراش بوهنٍ كما شُحِب وجهها بشدة و استحال لونه إلى الأصفر و بُهِتَّ على الفورِ، حركت "ريهام" رأسها تحثه على الخروج حتى وافق هو على مضضٍ.

في الخارج وقف "وليد" بخوفٍ حتى جلس على المقعد يمسك رأسه بكفيه معًا بقلقٍ عليها حتى خرج "ياسين" و جلس بجواره بكتفين متهدلين بخيبةٍ فسأله هو بلهفةٍ:

"مالها يا ياسين ؟! فيها إيه ؟؟ أنا مش هقدر اشوفها كدا....هي كويسة ؟!"

حرك كتفيه كدليلٍ منه على عدم معرفته بالأمر ثم ارجع رأسه للخلف و زفر بقلة حيلة و في تلك اللحظة دلفت "عفاف" تركض بخوفٍ و في يدها "يونس" و خلفها "ميرفت" والدة "ياسر"؛ رآهما "ياسين" فوقف حينما وجدها تقترب منه تسأله بخوفٍ:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن