الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)

58.1K 3.2K 934
                                    

"الفصل الثاني و الثمانون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

أعِنّى عَلىّ فإنّى عَدوّي و أنتّ عَليمُ بكُلّ الخَفايا"
_________________________

"لربما يُكتَب لنا يومٌ نلمس به أحلامنا و تتحقق أمانينا، و ربما نجد كلماتٍ نلحنها  و نصنع أغانينا، فياليت ما جال بخاطري تحقق و ياليت الورد ظل في أراضينا، و ياليت وقف الزمن عند لحظةً كانت أحن علينا من أنفسنا، ياليت وقفنا عند ماضينا."

صدمةٌ حُلت على الجميع و خصوصًا "محمد" بعد حديث شقيقه الكبير عن عقد قران صغيرته في هذا اليوم ؟! عقد قران !! هكذا فكر "محمد" بعد حديث شقيقه، لذلك هب منتفضًا و هو يقول بصوتٍ عالٍ:

"نــعــم !! كتب كتاب إيه دا ؟!"

رد عليه "وليد" بثباتٍ:
"كتب كتاب أحمد على سلمى بنتك، دا وعد بيننا و مُلزم تنفذه يا عمي، و رجالة العيلة كلها أهيه حاضرة و شاهدة"

قبل أن يتفوه "محمد" من جديد تحدث "محمود" بقوله آمرًا:
"اسمع يا محمد !! كلمة الرجالة بتكون سيف على الكل، أنا لو شايف إن أحمد ميستاهلش سلمى مستحيل اسانده أو أوافق في حاجة زي دي، اسمحلي بكلمتين مع أخوك الكبير على جنب ؟!"

طلب منها بكل هدوءٍ أن يتحدثا سويًا على انفرادٍ بينهما حتى هز "محمد" رأسه موافقًا بعدما نظر في وجه "أحمد" الذي طالعه بأملٍ و توسلٍ.

فتحدث "محمود" موجهًا حديثه للأخر بقوله الثابت:
"تعالى يا وليد معانا، عاوزك"

تحركا سويًا نحو غرفة من الغرف الموجودة بالشقة و لحقهما "محمد"، فتحدث "محمود" بنبرةٍ هادئة ممتزجة بالثبات يقول:

"بص يا محمد !! أحمد لما طلب منك سلمى أنتَ شَرط شرطين، أولهم إن سلمى تركز في مذاكرتها و تدخل صيدلة، و التاني إن أحمد يراعي ربنا فيها و ميقربش منها و لا حتى يخلف بوعده و الواد وفى بوعده و زيادة !!"

طالعه "محمد" بنظرةٍ جامدة فتدخل "وليد" يقول مُسرعًا بلهفةٍ يلحق عمه قبل أن يتحول من جديد:
"بص يا عمي ؟! أنا لو عارف إني بظلم سلمى أو بظلمك أنتَ نفسك أنا مستحيل أخد خطوة واحدة في موضوع زي دا، بس تقدر تقولي الخطوبة لازمتها إيه ؟! و لا ليها فايدة، الخطوبة معمولة علشان الاتنين يعرفوا بعض، و أظن أحمد و سلمى كتابين مفتوحين قصاد بعض، لو مصمم على الخطوبة و مش عاوز كتب كتاب يبقى براحتك عادي، بس خليك عارف إنك كدا هتشيل ذنبهم، أحمد بقاله أكتر من سنة ساكت و مش بيتكلم، و مراعي ربنا في غيابك قبل حضورك، وافق يا عمي و فرح قلبهم"

زفر "محمد" بقوةٍ ثم قال بقلة حيلة و غُلبٍ:
"وليد ؟؟ دا كتب كتاب مش هزار، بنتي لو حصلها حاجة هتبقى مطلقة ؟! أنتَ مستوعب؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن