الفصل العشرون (لا تأتي)

111K 5K 445
                                    

"الفصل العشرون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
________________

يحتاج الإنسان إلى وطن في هيئة إنسان، و بلد في صيغة ضلوع، وحياة ملخصة في حي، وجنة حدودها ذراعان.
_____________

على الرغم من وسع العالم وكبرهِ إلا إنه في بعض الأحيان لم يتقبلك، حتى أنه لم يسعك ولا يستطع إحتوائك، في نفس الوقت الذي تجد به ذراعان على الرغم من ضيقهما إلا أنهما ملجأ أمان لقلبك.

"حتى لو هتسجن معاكِ، السجن في وجودك بَراح يا خديجة"

تلك الجملة التي قالها بصوتٍ مُـحب يحمل الصدق في طياته، أما هي خرجت من بين ذراعيه ثم نظرت له بتوتر وهي تقول بخجل:
"أنتَ...أنتَ قولت إيه؟"

تنهد بأريحية كبيرة قم قال:
"حتى لو هتسجن معاكِ السجن في وجودك بَراح يا خديجة ، أنا مش عاوز في الدنيا دي غير وجودك بس وإنك تكوني مبسوطة"

كانت تنظر له بقوة ثم بكت مرة أخرى وهي تقول:
"ليه..وعلشان إيه"

وضع كفه بشير نحو موضع قلبه ثم أضاف مستطردًا حديثه وهو يقول:
"علشان دا اللي أختارك..علشان
دا اللي من أول مرة شافك فيها عرف إنك الشخص الصح"

نظرت له بقوة وحديثه يتردد في أذنيها، فوجدته يمسك كفها بين كفيه وهو يقول مُطمئنًا لها:
"أنا موجود معاكي هنا علشانك أنتِ..علشان كل اللي فات في حياتك تنسيه ونبدأ سوا من جديد..ودلوقتي لو أنتِ موافقة هطلع أجيب الدكتورة"

أنهى حديثه ثم نظر لها لكي يرى التخبط في ملامحها جليًا بوضوح فأضاف مُكملًا:

"ولو مش عاوزة برضه براحتك يا خديجة أنا عمري ما هجبرك..بس هتبقي أنتِ اللي بتختاري الخوف طول عمرك"

رفعت رأسها بقوة تنظر له، فوجدته يومأ لها برأسه بقوة وكأنه يؤكد حديثه،
فتحدثت بصوتٍ مهزوز وهي تقول:
"طب ولو فشلت؟ أو منفعش هعمل إيه؟"

هز كتفيه وهو يقول:
"مش عيب إنك تفشلي..العيب بجد إنك تخافي من الفشل فمتحاوليش..أنا موجود وأنتِ عمرك ما هتفشلي، هاه أطلع أجيب الدكتورة؟"

إبتسمت له بتوتر ثم أومأت برأسها توافق على حديثه، أما هو بمجرد موافقتها تركها وخرج من الغرفة لكي يجلب الطبيبة

دخلت الطبيبة ثم قالت بهدوء مع إحتفاظها ببسمتها الهادئة:
"ها نبدأ يا خديجة؟"

نظرت له «خديجة» فوجدته يومأ لها برأسه بقوة وكأنه يحثها على القبول، فأعادت بصرها تجاه الطبيبة ثم قالت:

"نبدأ"
________________

في بيت آلـ «رشيد» كانت «مُشيرة» جالسة في شقتها وهي مُمسكة بصورة إبنتها «جميلة»
كانت تنظر للصورة بعمقٍ، وعنوةً عنها فرت دموعها على وجنتيها ولم تستطع منعها أو التحكم بها، فقامت بإحتضان الصورة وهي تبكي ، وبعد فترة من البكاء مسحت دموعها ثم شردت في ماضٍ بعيد وتحديدًا في ذلك اليوم المشؤوم من وجهة نظرها

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن