الفصل الخامس "ملاجىء رومانيا"

66 9 3
                                    

وصلت السيارة امام فيلا على التراز الكلاسيكي، مبنى شاهق الارتفاع ذا ابنية خلفية، فيتكون من بناء في الامام وهو اكبرهم باللون الكافيه وعلى يمينه وشماله مبنى باللون الابيض، وشرفة تطل على حديقة الفيلا، وفي جانب البيت مرأب للسيارات زهري اللون كأزهار الكرز، وكانت النجوم منتشرة كحبات الرمال في السماء، ويزينها قرص القمر المائل الى الذهبي، نظر عليها كانت نائمة، صياح عقلها وتعبه ينتقل لجسدها في اغلب الاوقات فيستسلم جسدها للنوم دون منوم، نعم مازالت تأخذه ليساعدها على النوم، لكن هناك لحظات تنام بمفردها بدونهُ، إن العقل رغم صغره الا انه عضو متعب ومزعج فمن اكبر الابتلاءات ان يصاب عقلك بالتفكير الزائد والبؤس.......

وقف بضع دقائق يفكر ماذا سيفع، لمعت فكرة في عقله، اخذ قارورة المياه الممتلئة الى ربعها وفتحها
كانت نائمة بسلام، تحاول اقتناص بعض لحظات السكينة، افرغ بعضًا من ماء القارورة على وجهها، فقامت بفزع، قالت وسط ذهولها:
-إيه اللي حصل؟

تحدث بلامبالاة
-وصلنا.
-ماشي إيه اللي غرقني كدا....
كانت تشير على ملابسها، وتتحدث بغضب، فقال ببعض الحرج:
-كُنتِ نايمة وعايز اصحيكي، كان قدامي حل من الاتنين يا إما اشيلك....

قاطعته بغضب:
-قولت إيه معلش؟
-اتلهي بقى، ما أنا غرقتك عشان تصحي.
-في اختراع اسمه احاول اصحيها.
-ما درستهوش في الجامعة.

فتحت الباب بغضب، وهي تردد بعض الكلام غير المفهوم، حتى صاحت:
-هتبقى عيشة تشل.

صاح بخضة، فنظرت له بستغراب
-بعد الشر عليكِ يا روحي.

صرخت في وجهه وتركته ودخلت الى الفيلا، لم تلاحظ اثناء دخولها الحديقة الواسعة، كانت مساحة واسعة من الزرع الاخضر المُشذب والمتساوي، وفي جانب الحديقة مبني مربع صغير باللون الزهري كأزهار الكرز، وهو للحارث.....

كانت الخادمة تنتظر على باب الفيلا، كانت تبتسم لها  لم تستطع مريم أن تبادلها الابتسامة، لعنتها الخادمة في سرها، دخلت مريم اول غرفة قابلتها واغلقت الباب بعنف.....
في نفس الوقت كان غيث يدلف من باب الفيلا، ينظر بتعب الى طيف الغرفة التي دخلتها، حتمًا سوف تكون حياة صعبة، لا يعرف كيف يتعامل معها وهي لا تسمح بكلمة واحدة منه، يشعر انها كعود الدناميت وهو كعود الثقاب، إن اقترب منها انفجرت، يجب أن يحاول معها، لأجله ليس لاجلها لانهم ليسوا في لعبة عندما يقررون الطلاق ينفذ امرهم، صعد الى غرفته في الاعلى بتعب يجر خلفه خيبات اليوم.......
__________________
الساعة الرابعة فجرًا
في شرفة غرفة الاطفال، كانت روز جالسة على الارض تضم يدها حول نفسها، تحاول أن تبث لها الامان، تحاول منع دموعها من الهطول، كانت  سعيدة قبل اربع ساعات من الان، تتخيل حياتها الجديدة، راضية تحاول أن تتشبس بأخر حبال الامل، فبعد ما تخلى عنها غيث شعرت بالوحدة والفراغ اكثر من ذي قبل، قبلت بأدهم لكي لا تكون وحيدة، فالوحدة كالوباء ينتشر بسرعة، وبذات معها فإن امسك بها لن يدعها، المسكلة انها ليست قادرة على تحمل اعباء الحياة الجديدة، كانت الدموع تنساب على وجنتها، حارة مؤذية......
ذهب أدهم ليطمأن عليها، عندها سمع صوت شهقاتها التي تحاول اخفائها، دخل الشرفة اقترب منها، وضمها اليه بحاول بث الطمأنينة فيها، شهقت بفزع، وحاولت الابتعاد، لم تكن مرتاحة، كأنها محبوسة في مصعد مع قاتل ولا تستطيع الفرار....
-ممكن تبعد...
-طبعًا.
استغربت من ردت فعله الطبيعية، لم يعترض لم يشعر بالاحراج، فقالت:
-أنا أسفة لاحراجك لكن مش بحب حد يحضني.
-ليه؟

حفنة النرجس Where stories live. Discover now