الفصل العشرون "ويا ليت كل الأحداث كنرجس"

28 6 0
                                    

(مريم عمي يوسف عمل حا••دثة)
لم تشعر بقدميها إلا وهي تقودها نحو الخارج، مُتناسية من على الخط، ترتدي منامتها اللبنية وفوقها معطف شتوي أهداه لها والدها في ذكرى يوم مَولدها العشرين، ارتدته لافتقادها له وحنينها لهالة وجوده، ونبرة صوته الحنونة الحانية، ولمسته لروحها بنظرة من عينيه لتُطَمْئنها وتُعِينُها على مصاعب الحياة، كانت تبحث عنه في كل مكان.. تشعر بالبرد يلفخ روحها، فقررت التدفأة بشيء منه، فإن لم يكُن موجود فأشيائه موجودة، هكذا كانت تُفكر عندما ارتدت المعطف...
أخذت الأموال من حقيبتها، وخرجت من غُرفتها مُسرعة، تمُر على الحديقة حيث يقبع غيث ينظر لها باستغراب.. يُنادي عليها لكنها ليست هُنا، كل ما يجول بخاطرها ماذا ستفعل.. في ماذا كان يُفكر والدها عندما أصتدمت به السيارة.. هي لم تغفر له حتى.. لم تُحدثه منذ زمن.. كم قست عليه.. ردته خالي الوفاض عندما حاول مُحادثتها.. لن تستطيع تحمل خسارته..
أفاقت من دوامة أفكارها عندما سحبها غيث من يدها، وقال بغضب:
- أنتِ راحة فين كدا؟

نظرت له نظرة بلورية خالية من التعبير وقالت:
-بابا عمل حا••دثة.

ترك يدها بصدمة وقال:
-طب يله أنا هوصلك.

سحبها من يدها فتح باب السيارة ودخلت وجلس بجانبها أدار المحرك والقى نظرة خاطفة عليها وجد تعبيرتها خالية تنظر للطريق وعيناها لا ترمشان الا القليل!
♡♡♡♡♡♡♡
أستلقى إيدريان على السرير يُحدق في عقارب الساعة المُستقرة على حائط غرفته، يفكر في القضية وخيوط حلها التي لم يقترب من طرفها حتى، لكنه في البداية فلما اليأس الأن؟!
ماذا فعلت الدكتورة قمر لكي تُق••تل وماذا فعل الدكتور يونس لكي يلقى حدفه مثلها هو وعائلته، وما علاقتهما ببعض؟

نهض من السرير ونزع كنزته الرمادية وذهب ليُلقيها في سلة الملابس المُتسخة، كانت سترته التي أرتداها يوم الحفلة ماتزال بها، سحبها من السلة ليتأكد بأنها خالية من النقود فهو ينسى كثيرًا تفريغها من محتوياتها، فتش الجيوب الداخلية والأمامية فوجد ورقة نقدية بقيمت المئتا جُنيه مصري كاد يُلقيها في السلة مرة أخرى ولكن شعر بملمس ورقة صغيرة مربعة
أخرجها فوجدها مطوية

ورقة باللون الأبيض مُدون على سطحها حروف بلغة لا يفقه منها شيء لكن رسمها مألوف له، إنها العربية، ولن يُسعفني سوى آليا..
نظر في ساعته فوجدها الحادية عشر، فقرر الأنتظار لغد فأنه ليس ببعيد.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يتحدث مع ملك عبر الهاتف يجلس في حُجرته وبجانبه كوب السحلب الساخن بالمكسرات، ويقول:
- أدم طلب يقبلني بعد الدرس، وأنا وافقت.

سمع صوتها يقول بترقب:
-وإيه اللي حصل؟

عاد بذاكرته لست ساعات ماضية

يقف في شارع مُتوسط الطول، الشمس كد غربت وحل محلها سِتارة من العتمة مُتسربلة باللغيوم الرمادية، يقف أمامه أدم بمفرده ويقول:
-ونهاية الموضوع؟

حفنة النرجس Where stories live. Discover now