الفصل الثالث عشر "مِن الماضي"

45 8 1
                                    

كانت تنظر له بترقب، أما هو فلم يُبالي بها صارت بنسبة له مجرد شخص، قال بابتسامة صغيرة أعتاد عليها عند الأخبار السعيدة:
-الحمد لله مافيش أي اثار جانبية، تقدري تمشي بكرة لو عايزة.

كاد يخرج لولا أمساكها ليده، رفع حاجبه الأيسر بستغراب وسحب يده بسرعة وقال:
-في حاجة؟

قالت برجاء:
-غيث ممكن نتكلم شوية؟

عقد يديه بعضها ببعض وقال:
-على ما أظن أنا طمنتك على حالتك يبقى شغلي خلص ومليش دور تاني.

قالت ببعض الغضب:
-مالكش دور تاني! دا أنتَ كنت الدور الاساسي في حياتي.

ثم تابعت بحزن:
-كُنت حياتي.

لم يتخلى عن هدوءه:
-بلاش أنفعال عشان غلط عليكي، وأنتِ دكتورة وعارفة، السلام عليكم.

أقفل الباب خلفه، وسمعها من الداخل تنادي عليه، لكنها مرحلة وأنتهت، مرحلة من أسوء المراحل، وكأنها وجِددت في حياته لتذيقه الألم ليس ألا، وهو قد تعافى من أي أذى وصار أفضل، لا يعلم لما تذكر مريم، صوت بداخله يقول:هي تكفي هي الحاضر والمستقبل.

نفض هذا الصوت من عقله وتابع السير في طول الممر حيث ينتظره مريض جديد......
___________________
قالت روز ببعض التذمر:
-لأزم تروح الشغل؟

ألتقط أدهم رغيف الخبز من على الطاولة وقال:
-والله لو علي فأنا مش عايز.

قالت بفرح:
-يبقى خلاص ماتروحش.
-بهزر يا روز أنا بحب شغلي وداخل جامعة بحبها، وأنتِ داخلة جامعة بتحبيها؟

كانت مصوربة نظرها ناحية الطبق الذي أمامها وقالت:
-المفروض أه.

نظر لها بفضول وقال:
-وبعدين.
-معرفش مش عايزة أروح الجامعة، أو بمعنى أصح بخاف.....

أنتظرها تكمل لكن لم يلقى جواب سوى الصمت فقال:
-سكتتي ليه؟

قالت بمرح:
-فكك المهم كُل بس عشان تروح الشغل ومتتأخرش.

أمسك يدها ونظر لعينيها وقال بلطف:
-روز مافيش أهم منك، ولو عايزة تتكلمي أنا موجود.

كادت تتحدث ليتدخل عقلها بذكرى من الماضي
Flash Back
-ممنوعة من الخروج.

أنتظرت أن تسألها صديقتها عن السبب لكن كان الصمت هو سيد الموقف فتابعت:
-عشان ركبت عربية بابا، أنا معرفش عملت كدا ازاي....

أكملت بضحك:
-لكن ساعات بعمل حاجات مجنونة، لكن أنا ماكنش قصدي، وهما أتعصبوا ومانعوني من الخر....

قاطعتها صديقتها بعنف:
-روز كفاية، أنا مش دكتورة نفسية عشان مشاكلك تحكيها ليا.

قالت بصدمة:
-أسيل لكن أحنا صحاب!!

ردت بغضب وكأنه بركان وأنتظر الوقت لكي ينفجر:
-أنا مابقتش أستحمل حكاياتك ولا عصبيتك ولا تصرفاتك المجنونة اللي أكتر من مرة كانت هتودينا في داهية، روز أنا مش هقدر أكمل في صداقة زي دي.

حفنة النرجس Where stories live. Discover now