الفصل الخامس والعشرين "يجذبني كالمغناطيس"

26 6 1
                                    


ألتقطت السك••ين بهدوء ووضعته على معصم يدها ولكنها ببعض التشويش عندما تسمع صوت نواح يتعالى في جميع الأركان فيتداخل مع صوت عقلها الذي ويقول "افعليها فقد تركك الحميع، افعليها قبل أن يلحق بكِ عار الأمراض النفسية، افعليها قبل أن يتهموكِ بما ليس بكِ، أنتِ فيها قبل أن تُجْبَري على ما لا ترغبي به"
وقبل أن تضغط السك••ين بقوة على معصمها وقبل أن يصل لأقرب الأوردة شعرت بأحدهم يُمسك بيدها ويرفعها عاليًا فتحول نظرها من على المرأة للواقف بجانبها فأول ما وقعت عليه نظراتها عيناه الحمراوان من قلة النوم والحزن فسمعته يقول بهدوء حاول أقتناصه من غابات الحدة التي تعصف به:
-الموضوع مابقاش يتسكت عليه، روز مش قدامي غير أني أوديكي مصحة.

سحب منها السك••ين وترك يدها،لرمقته بستنكار وهي تحتضن معصمها تقول:
-وأنا مش هسمحلك.
-وأنا مش هستحمل.

فتابعت بغضب:
-يبقى طلقني..

ولكن سرعان ما هدأت وقالت وهي تحاول تكذيب ما قد قاله في السابق:
-أنت أكيد كنت بتهزر صح؟ لما قُلت أني عند أضطراب الشخصية الحدية.

أكسب صوته نبرة حازمة ولا تقبل المُزاح وقال:
-أنا مش بهزر.

شعرت بتوتر ينقض عليها ليزداد من حدة صوتها وهي تقول باستنكار:
-وهو كل شخص مُتقلب المزاج وعصبي شويتين يبقى مريض؟!

قال بصرامة:
-أه كل شخص مُتقلب المزاج وعصبي يبقى مريض ومحتاج يتعالج، لأن دا مش من فطرة الأنسان أنه يبقى بيضحك وفجأة بدون مقدمات يعيط أنه يتعصب لأبسط الأشياء، ولكنك يا روز اللي عندك مش شوية تقلب مزاج وعصبية لأ دا أنتِ عندك ميول أنتح••ارية وأندفاعية وخوف من الهجر وتهور وتغير في مكانة الشخص بسرعة وشك دائم في مدى حب الشخص ليكِ، دول مش مجرد شوية أعراض عادية لأ دول أعراض كفيلة تخليكي طول حياتك تعيسة ولأنك مش عارفة تعيشي بيها.

طرقت على فخذها بغضب طرقات مُتتالية وكادت تتحدث ولكنه أمسك يدها بغضب، فبادلته نظراتها الغاضبة كما يتبادل الأحبة الزهور  ولكنها هنا زهور نارية شائكة وقالت وهي تنظر مُباشرتًا لعينيه:
-أنا مش مريضة، وأنتِ مش هتشغل عليَّ، ويا ريت تختار حجة تانية مقنعة عشان ننفصل مش تدعي أني مريضة نفسية.
-وأنا لو عايز أنفصل مش هعمل كدا بالطريقة الحقيرة دي..

ثم تابع بهدوء:
-أنا خايف عليكِ مش عايزك تعيشي في آلم.

سحبت يدها من بين يديه وقالت:
-أنا راحة عن أهلي.

قال وقد لبس صوته رداء الحزن:
-روز عمي مات، نتكلم بعدين.

والأن فهمت أسباب النواح الذي كانت تسمعه والأن فهمت سبب نظرة الحزن الذي أكتست بها عينيه، فقالت بحزن وتأكيد:
-نتكلم بعدين، أنا هغير هدومي وهنزل أعملك حاجة؟

نفى برأسه وخرج من الغرفة.
_______________________
يشعر بدوار خفيف وهو يحاول فتح عينيه بلا فزع وهو يخبر ذاته
"الأتي ليس بسهل فلتتحمل وتفض هذا التعانق بين عينيك لتنظر من حولك"

حفنة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن