التاسع

44 6 0
                                    

نظرت بصدمة اثر المُفاجأة فلم تتوقع أن تراه الأن، صدمة تحولت سريعًا لبرود، قال بشوق وهو يقترب ليُعانقها:
-مريم عاملة إيه؟ وحشتيني.

لم تبادله العناق، فبتعد وهو يقول بعتاب:
-مريم، لسة زعلانة مني؟

ثم تابع بحزم:
-وأنا عُمري ما هعمل خاجة ضد مصلحتك.

قالت بحدة:
-مصلحتي ولا لمصلحة عيلتك، فين المصلحة في نزولي مصر وكل حياتي في باريس، فين المصلحة من البُعد عن صُحابي، وضياع فرصة العمل اللي كنت بحلم بيه، فين مصلحتي من جوازي من غير موافقتي لشخص مش بتجمعنا حاجة غير الخناق.

حاول تهدأتها:
-دا طبيعي في أول الجواز.
-دا لو كُنت موافقة.

قال مُدافعًا:
-غيث مش واحش.

قالت بتهكم:
-أنا اللي وحشة.

تركته وذهبت إلى الداخل فذهب ورائها، وقبل أن يغلق الباب دخلت مرام، كانت سوف تتحدث لكنها لاحظت شُحنات التوتر المُنتشرة في الاجواء، فألتزمت الصمت....

عندها تذكر يوسف ما جاء لأجله:
-لكن هو فين ادهم.

قالت بلامبالاة:
-في المستشفى.

-ليه؟
نطقت بها مرام بفزع

فأجابت مريم:
-ماتخفيش هو كويس، لكن تقريبًا أبن خالة انس عمل حادثة وطلبوا غيث يعمله العملية وادهم راح معاه.

قالت بحزن:
-سيف؟
-تقريبًا اه.

قال يوسف:
-لا حول ولا قوة الا لله....

ثم تابع:
-مريم أنا رايح المستشفى، ولسه كلامنا مخلصش على فكرة يله سلام.

خرج يوسف وجلست مريم ومرام، قالت مرام:
-ما تعرفيش إيه اللي حصل ليه؟

حركت مريم رأسها بالنفي، فعاودت مرام السؤال لكن كان عن روز:
-وهي فين روز؟
-نايمة

رددت مرام الكلمة بستغراب:
- نايمة! غريبة.
-ليه؟
-يعني أنتِ المفروض ضيفة عندها.

قالت مريم موضحة:
-أنا لما جيت كانت نايمة.

لم تذكر اكثر من هذا عنها، لم تُرد مريم أن تُعيب فيها وغيرت الحديث، فسألت مرام عن احوالها........

"في غرفة روز"

كانت تنظر للفراغ بشرود، نظرة بلورية شفافة، نظرة مُعذبة، تسأل نفسها:
أين غيث؟، لماذا ذهب، ظننتُ أنه يحبني، ولن يتخلى عني مثلهم لكن كُنتُ واهمة للمرة التي لا أعرفُ عددها.....
أشعر بشعور أبغضه، أُحس به كثيرًا عندما أكون وحيدة، أشعر بفراغ بعقلي، أشعر بخفة في جسدي، لا أعرف كيف أصف شعوري لكني اشعر بالبعد عن الواقع، أشعر بالفراغ بداخلي، وأن روحي تركتني لتراقبني من الخارج، وتُحلق فوقي، وكأن الوحدة وحش كاسر، ذهب ليلتهم كل ما بداخلي ليشعرني بالفراغ........

حفنة النرجس Where stories live. Discover now