"اضطراب ام مرض؟"

52 6 5
                                    

فتح باب الشقة ليسمع هدوء غريب، هدوء يبعث الريبة فكيف يجتمع الهدوء وروز في مكان واحد....
ذهب إلى غرفة الاطفال التي تقطنها روز منذ أن دبت قدمها هذة الشقة....
وجدها موالية ظهرها له، وتنظر للمرآة بنظرة شاردة، تترك لشعرها العنان، ترتدي منامة وردية، تحول بصره إلى ارجاء الغرفة، فوجد اغراض كثيرة مبعثرة على الارضية، من أدوات عناية بالبشرة، ومستحضرات تجميل، لكن ما جذب انتباه مُجلد زهري اللون مفتوح على اخر صفحاته، تظهر به صورة خمن أنها عائلة روز وهي صغيرة في عمر الحادية عشر تقريبًا، ترتدي فستان وردي، وتترك لشعرها العنان مُمسكة بيد غيث، كانت تجمع جميع افراد العائلة، فيظهر الكبار كالبنيان القوي، والاطفال كالعمدان التي بدونها ينهار البُنيان.....

نظرت له روز فجأة وهي مُمسكة بطرف شعرها، وتقول ببتسامة:
-كان بيحب شعري الطويل اوي، لكن أنا قصيته.

كاد يمدح في مظهرها الحالى، حتى فاجأته بطلبها:
-أنا عايزة اهلي، عايزة ارجع لبيتي.

تحدث بهدوء حاول اصتياده من حقول الغضب:
-هنا بيتك، واهلك موجودين، والاسبوع الجاي هنروح لغيث القاهرة، وهنقعد اليوم كله هناك.

تذكرت مُكالمة والدها قبل قليل، كانت تظن أنه اهمل امرها، لكن هو يحبها، ويتذكرها، وهي كذلك تحبه، ولن تتحمل اسبوع من العذاب وكل ما هو سيء......

صاحت بغضب:
-لو مرجعتش دلوقتِ عند اهلي هموت نفسي.

كان عقلها يخبرها: يجب أن تنتهي من هذا العذاب، وتنهي حياتك الأن، سوف تعيشين في جحيم

في نفس الوقت أقترب ادهم من التسريحة ببطء، والتقط احد الحقن من عُلبة الاسعافات الاولية، واثناء حقنها،
اكمل عقل روز الصياح:لن تري اهلك الذين يحبونك ابدًا، وغيث مازال يتذكركِ....
سحبت السكينة بسرعة من طبق الفاكهة، وفي اقل من ثانيتين كان السائل المحقون في الحقنة، يسير في اوردتها، وقع السكين من يدها، لما تراخت عضلاتها، وكادت تقع مثل مخططاتها لكن لحقها ادهم، وحملها الى السرير لتستقر عليه بملامح هادئة.......
_________________
انتهى الدوام المدرسي، مع انهاك الطلاب، وصداع يفتك بالرأس للمعلمين، كأن مطرقة تدق على دلو من حديد.....
كان سيف في طريق عودته، يُدندن احد الكلمات لمغني الراب المفضل له، حتى قاطع ادم طريقه هو ومجموعة من الصبيان، صاح بهم سيف بغضب:
- عايزين إيه، ابعدوا عن طريقي، عايز اروح.

اقترب ادم منه، وهمس في اذنه:
-قولتلك خليك في حالك، وجو الشاطر والمتفوق دا تخرج منه، لكن من الواضح أن قرصت الودن بتاعت المرة اللي فاتت ماعلمتكش أي حاجة، وحظرتك، لكن من الوضح انك عنيد.

ابتعد عنه قليلًا، ونادى لمازن، وأحد الواقفين، فقتربوا من سيف، حاول سيف أبعادهم، فلكم سيف مازن في وجهه، وركل الاخر في معدته، فوقع الاخر على الارض، وتمرغ في التراب، لم ينتظر الباقون كثيرًا، فأسرعوا نحو سيف، حاول الدفاع عن نفسه، لكن تفوق العدد لم يسمح له، امسكه اثنين من زراعه، أقترب ادم منه، وأنهال عليه بالضرب، كان سيف يحاول التملس منهم لكن دون جدوى، يحاول الدفاع عن ذاته، لكن كيف وهناك من يمنعه من الحراك، يحاول الصراخ لكن لا يخرج صوته، يسأل نفسه في ماذا أذنب هو؟
يشعر بالدوار، يصحبه غثيان، فيشعر أن روحه تريد الخروج من جسده لكنها عالقة عند اسفل العنق، يأخذ نفسه بصعوبة....
ورغم ذلك مستمرين على الضرب....
يشعر برعشة في اطرافه ويديه، يشعر بثقُل جفونه، ليحيل كل شيء إلى اضاءة مشوشة......
يشعر الصبيان بتراخي جسده، عندها يصيح مازن في ادم:
-نهار ابيض شكله مات.

حفنة النرجس Where stories live. Discover now