الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)

97.6K 3.8K 1.9K
                                    

"الفصل الواحد و العشرون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_______________________

كلما ذهبت لها في حزني عدت بفرحٍ إذا قُسم على العالم أجمع لأكفاه و فاض ما يُحييني
_______________________

لم أرى في حياتي يومًا اعتدال، فإذا كانت الحياة خليطٌ من الألوان فليشهد العالم أنني عشتُ في ألوانها الداكنة و كلما حاولت الخروج حتى أنعم بألوانها فوجئت باللون الاسود بعدها يُخيم عليَّ، و ها أنا كعادتي أقف لا أدري ماذا أفعل، فلا البكاء يُجدي و لا الشكوى تُفيد، حتمًا ستكتب لي حياة أخرى أخوضها و لكن هل الشقاء مرافقًا لي من جديد؟.

"مــــامــــا"
تلك الصرخة المدوية التي خرجت من «جميلة» بقهرٍ حينما رآت «مشيرة» تسقط أرضًا تزامنًا مع نزول جسد «وليد» خلفها بعدما أرتمت هي عليه، كان الوضع كصاعقةً نزلت على رؤوسهم حتى «ابراهيم» نفسه الذي وقف بالسكين تقطر الدماء في يده، بينما هي بين غفوتها و واقعها رفعت كفها الواهن الملطخ بدماءها تلمس وجنته وهي تقول بصوتٍ متقطع من بين ألمها و تمزق روحها:
"حــ....حقك.....عـلـ..يا... يا وليد"

صرخ هو في وجهها:
"لأ قومي علشان خاطري متقوليش كدا، قومي و متكسرنيش كدا، أنا مش حمل حاجة زي دي"

ركضت «جميلة» نحوهما تقول بصراخ بعدما عارضت جسدها الذي أبى التحرك و كأن ما حدث شل حركتها بالكامل:
"قومي يا ماما علشان خاطري، قومي و احنا هنعمل اللي أنتِ عاوزاه، قـــومـــي"

ابتسمت هي بوهنٍ بعدما رآت خوف ابنتها عليها وهي تغلق جفونها فوق حدقتيها المتشوشتين، طالع «ياسين» الوضع حوله فوجد البكاء و الخوف يحتلان ذلك التجمع، طالع زوجته فوجدها تحرك رأسها نفيًا وهي تبكي بقوة ة كأنها في عالمٍ آخر، لذلك كان الأسرع بين الجميع حينما حمل «مشيرة» على يده يركض بها، و قبل أن يلحظ أيًا من الموجودين حاول «ابراهيم» الفرار و لكن «رياض» كان الأسرع حينما قام بامساكه من الخلف وهو يقول بنبرةٍ بثت الرعب بداخله:
"على فين بقى؟ دا أنتَ وقعت في إيدي"

اقترب منه «ياسين» وهي على ذراعيه يقول بخوفٍ:
"بابا لسه فيها النبض، أنا هروح على المستشفى اللي فيها ياسر و أنتَ اتصرف معاه بمعرفتك"

كانت العائلة بأجمعها تركض خلفه و الدموع تسيل على وجوههم، بينما «حسن» اقترب من «رياض» وهو يقول مُقررًا:
"أنا هاجي مع حضرتك علشان متروحش معاه لوحدك، و بعدها نطلع على المستشفى"

أومأ له موافقًا فقام «حسن» بلكم «ابراهيم» في وجهه حتى ترنح جسده للخلف و أتى خلفه «وئام» و «طارق» يُكملان عليه بغلٍ واضح على كل أفعاله، بعدما رآى «رياض» وضعهما، صرخ منفعلًا:
"خلاص كفاية كدا دا مش في مصلحتنا، يلا يا أستاذ تعالى معايا علشان نسلمه"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن