الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)

93.7K 3.6K 2.4K
                                    

"الفصل الواحد و الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

ليست حياتي بذلك الثباتِ كما يبدو، كيف ذلك و القلب بإسمك دائمًا يشدو ؟!
_________________________

الأمر ليس بتلك السهولة، هي لم تكن تجربة عادية، فالأمر يشبه شخصًا واقفًا على حافة جبلٍ لا يستطع الانتظار و لا يقدر على الفرار و لا حتى يملك قدرة العودة من جديد، الحقيقة تشبه شخصًا كان يسعى للسلام حتى قُرعت طبول الحرب فوق رأسه، فبات مُنهكًا بالكامل، بعدما كان يحلم بالسلام ما أخذ من تحقيقه سوى الآلالم.

بعد حديث «عمار» تمكنت الدهشة من أوجه الجميع ممتزجة بعدة نظراتٍ ساخطة و أخرى فخورة به، و بين ذلك و ذاك كان شقيق الفتاةِ يطالعه بدهشةٍ من موقفه فوجده يتابع حديثه قائلًا:
"أنا كدا هبقى صاحب حق و مركبك الغلط، و دي كفاية عندي إنك تقف عينك في الأرض أنتَ و جماعتك كلهم، الكف أنا مش هرده، علشان أنا قولتلك أني متربي و مش عاوز في يوم واحد نتحط في كفة واحدة سوا"

دفعه «عامر» من أمام الرجل ثم وقف مقابلًا للرجل يقول بنبرةٍ ثابتة يحاول التحكم في غضبه:
"أخويا متربي و سامح في حقه و دا حقه و هو حر فيه علشان هو متربي، لكن أنا مش متربي.."

أنهى جملته بصفعة على وجه الرجل بقوة كانت مشحونةً بالغضب و الانفعال و كل ما يراه أمامه في تلك اللحظة هي دموع شقيقه و صوته المنكسر حينما هَوْت الصفعة على وجهه، اتسعت أعين الجميع و قبل أن يتدخل صديق شقيقها أوقفه «ياسين» يقول بنبرةٍ جامدة:
"أقف عندك يالا بدل ما أفصل رجلك عن جسمك، واحد بياخد حق أخوه، زي ما أنتم اتحمقتوا و روحتوا تاخدوا حق أختكم، أظن إحنا قولنا إن القلم هيترد"

حاول شقيقها التحكم في ذاته وهو يتنفس عدة مراتٍ، ثم تحدث أخيرًا بنبرةٍ مهتزة:
"دا حقك يا أستاذ، طلبتكم إيه تاني؟"

رد عليه «وليد» بنبرةٍ جامدة:
"عمار يحكم باللي هو عاوزه، و اللي يقول عليه يتنفذ بالحرف، أصل دي سُمعة و إحنا عندنا السمعة زي عود الكبريت، دا شرف"

ذكره «وليد» بحديثه السابق، فتدخل «حسن» يقول بخبثٍ:
"بالظبط، إحنا هنا كنا جايين محقوقين بقينا صحاب حق، و كلكم شوفتوا أخونا وهو بيدافع عن أختكم، يبقى عمار يحكم باللي هو عاوزه و كل كلامه يتنفذ"

حرك شقيق الفتاةِ رأسه نحو «عمار» يسأله بنبرةٍ مهتزة و بصوتٍ مبحوح:
"اتفضل يا أستاذ عمار، طلباتك أوامر كلها، أنا دلوقتي محقوق ليك برقبتي"

نظر «عمار» في وجه من معه فوجد نظراتهم مُحذرةً له حتى لا يرفض عرضه، لكنه حقًا يريد حقه لذلك تحدث يقول بنبرةٍ جامدة:
"عاوز أختك تقول عملت فيا كدا ليه؟ و قدام الكُل علشان أنا واحد كنت بدافع عن بنت في الشارع و هي افترت عليا، و تجيبلي الواد دا هنا آخد حقي منه براحتي"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن