الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)

69.8K 3.5K 2K
                                    

"الفصل الأربعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

تائهٌ وجد في عينيك العنوان، خائفٌ عرف بكِ معنى الأمان.
_________________________

و ما الخطأ تلك المرة في كوني لا أؤذي الآخرين؟ ما الخطأ بأنني اخترت بملء إرادتي أن أكون لطيفًا بالآخرين؟ ذلك الشخص الأخر الذي يعيش بداخلي يود لو انتقم أشد الانتقام لذاته، و ذلك الأخر يرفضه و يود العيش في سلام حتى لا تتكرر معاناته، أنا و بملء ارادتي اخترتُ أن أكون كاظمًا للغيظ عافيًا عند المقدرة، أخترت أن أكون أنا..

كل شيء حدث بلمح البصرِ، سقطت «خديجة» من على درجات السلم الكثيرة حتى وصلت منتصفها قبل الدرجة العريضة و حينها اصطدم جبينها بطرف الدرجة عند اندفاع باقي جسدها للاسفل بتلك الطريقة، و كل ما خرج منها فقط تأوهًا بصوتٍ منخفض فحتى ذلك الصوت لم تستطع على إخراجه و كل ما يصل لها فقط صرخات شقيقتها باسمها و هي تركض نحوها بعدما دفعت «منة» من طريقها، و مع صوت صرخات «خلود» صعد المعظم من الأسفل و كان أولهم «أحمد» الذي ركض درجات السلم و ما إن رأى الدماء تنزل على وجهها و هي بين التيه و الواقع بتلك الطريقة حينها اندفع نحوها بلهفةٍ يذكر إسمها بخوفٍ و هو يربت بكفه على وجنتها حتى أتى «وئام» و الشباب خلفه و عند رؤيتهم لذلك الوضع تحدث «طارق» بلهفةٍ هو الأخر:

"بسرعة يلا على المُستشفى، انتو لسه هتتفرجوا دماغها اتفتحت"

و في تلك اللحظة كأن حديثه هو جرس الإنذار لعقلهم، حتى حاول «أحمد» رفعها من على الدرجات ولكنها صرخت بألمٍ حينما وضع يده أسفل ركبتيها، فتدخل «خالد» يقول مقررًا:

"الرِجل ممكن يكون فيها كسر، حد يشيلها عِدل كدا مش هينفع"
حينئذٍ اندفع «وئام» بخوفٍ نحوها حتى أحكم مسكته لها و حملها على يده بخوفٍ و حينها لم يسعفه عقله باستخدام المِصعد حتى ركض بها درجات السُلم و البقية خلفه، بينما «أحمد» انتبه لحالة «خلود» التي وقفت تبكي بقوةٍ و كأنها في عالمٍ أخر، حينها اقترب منها يمسك مرفقها وهو يسألها بنبرةٍ جامدة و مشاعر متخبطة في بعضها:
"حصل إيه يا خلود يخليكي تعيطي كدا ؟! انطقي مالك واقفة كدا ليه ؟! مين عمل كدا في خديجة ؟!"

رفعت عينيها تطالعه ببكاءٍ و تشنج في ملامح وجهها بل و جسدها بالكامل، فهزها هو بعنفٍ و هو يقول بنفس الجمود:
"انطقي يا خلود !! مين عمل كدا و أختك وقعت إزاي من على السلم"

قبل أن تجاوبه هي تدخلت «منة» بعدما ركضت إليه و هي تقول بتبجحٍ و كأنها لم تفعل شيئًا:
"خلود هي اللي زقتها !! كانت بتضربني و خديجة حاولت تبعدها عني و هي زقتها من على السلم"

اتسعتا حدقتي «خلود» و هي توجه رأسها نحو «منة» التي رسمت الثبات بنجاح على هيئتها، بينما «أحمد» حرك رأسه نحو شقيقته و هو يسألها منفعلًا في وجهها:
"الكلام دا حصل يا خلود !! انطقي أنتِ اللي زقيتي أختك كدا؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن