الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)

88.4K 3.5K 1.2K
                                    

"الفصل التاسع و الأربعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"كنتِ أنتِ الثبات وسط الهشاشة، رقيقةٌ أنتِ مثل الفراشة"
_________________________

أخترتُ من خطئي طُرقًا لا تُشبهني، سِرتُ بها و ظننتها من غبائي وطني، لا وجدتُ بها راحتي و لا استقرت بها سُفني، كنت مُخطئًا و أنا أبحث عن الثبات وسط الهشاشة، ظننتُ نفسي يومًا خفيفًا أشبه الفراشة، و نسيت أن الفراشة تنجذب نحو اللهب، و ها أنا احترقت في اللهيب الذي جذبني.

صدح صوت جرس الباب فوقف «عامر» يقول بهدوء:
"أنا هفتح الباب خليكم أنتم"

أقترب من الباب يفتحه فتفاجأ بـ «فادي» يقف أمامه و هو يطالعه بجمودٍ حينها حرك رأسه للخلف و هو يقول ساخرًا موجهًا حديثه لـ «يونس»:
"تعالى يا يونس يا حبيبي، فيه خلقة محتجاك تتف عليها للصبح"

رفع «فادي» حاجبه له و في تلك اللحظة خرجت «جيسي » من المصعد، فتحدث «عامر» بسخريةٍ يقول:
"تعالى يا يونس، دا أنتَ هتف لحد ما ريقك ينشف، أصل الحبايب هنا"

أقترب منه «ياسر» و هو يحمل «يونس» على ذارعيه و حينما وقع بصره عليهما يقفا بجوار بعضهما، فتحدث بصوتٍ حاد:
"أنتم بتعملوا إيه هنا ؟! خير هو أنا مش مكتوبلي أخلص منكم؟!"

زفر «فادي» بضيقٍ منه، فتحدثت «جيسي» تقول بتهذبٍ و أدبٍ:
"معلش يا أستاذ ياسر احنا عاوزين نتكلم مع حضرتك ضروري، لو هنسبب ليكم إزعاج ممكن نمشي عادي جدًا"

زفر بقلة حيلة ثم أشار لهم برأسه حتى يتبعونه للداخل، فافسح لهما «عامر» و هو يطالعهما بسخريةٍ ارتسمت على قسمات وجهه، حتى دلفا سويًا للداخل و الجميع يقفون في حيرةٍ و خصيصًا الفتيات حينما وقع بصرهن على «جيسي» بخصلاتها البنية و لون بشرتها و هيئتها التي تدل على جنسيتها و التي لا تدل على المصرية و كذلك أخيها الذي يشبهها إلى حدٍ كبيرٍ و خصيصًا في لون عينيها، توترت هي من النظرات الموجهة لهما و خصيصًا هي من قِبل الفتيات، فتحدثت تقول بصوتٍ مهتز:

"إحنا متأسفين إننا جينا في وقت زي دا من غير ميعاد سابق، بس إحنا محتاجين نتكلم ضروري مع ياسـ...قصدي أستاذ ياسر"

سألتها «إيمان» بجمودٍ و نبرة صوتٍ قوية إلى حدٍ ما دون أن تعي لذلك:
"معلش يعني بصفتك مين تتكلمي مع أستاذ ياسر ؟! مين أنتم ؟! أظن من حقي أعرف"

حركت «جيسي» عينيها على أوجه الجميع تطالع نظراتهم ثم وجهتها نحو «إيمان» و هي تقول بثباتٍ واهٍ:
"أنا جيسي....جيسي اللي سمير اتجوز مامتها و رباها هي و أخوها"

نظر الفتيات لبعضهن، بينما «إيمان» ابتسمت بتهكمٍ و هي تقول:
"يا شيخة؟! و جايين لحد هنا برجلكم ؟! بعد اللي البيه قالوا الصبح و ملقاش فايدة جاية أنتِ علشان تحاولي تقنعينا؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن