01

4.3K 201 185
                                    

' The beginning of the beginning'

بِدَاية المُلتقَى.

.

أخذت تلكَ الشابة ذات العينين البنية تلك المذكرة من خزانة والدها لتتظرَ إليها ثم سألته بِلطف تحاول إشباع فضولها " ما هذا يا أبي ؟"
الخمسيني نظر إلى ما بين يدَي فتاته ليجيبها بعد ذلك" إنها مذكرة فقط يا عزيزتي " و عيونه قَد رَقّت لما يراه في تلك اللحظة فقد عصفَت به ذكريات الماضي التي لم تُغادره بتاتا مرة أخرى .
سألته ذات الثامنة عشر بينما تفتح ذلك الدفتر تشاهد أوراقه القديمة المبللة بينما تستشعرُها بأناملها " هل يمكنني قراءتها ؟"
و حينها الرجل أومٱ لها برأسه ليخبرها بأنه سيقرأها لها بما أنه هو من كتبها قديما

.

.

سَنَة خَلفَ الأَخرَى مَرّت وَ هَا هِي المُدّة قَد صَارَت خَمسَة عَشرِ خَرِيفِِ مُنذُ رَحِيل فَرَنسَا و إسْتسلَامها مُعلنة خُروجَها مِن أَرضِ الوَطَن ، رَحَلت تاَركَة خَلفهَا أَبنَاءهَا وَ مُعظَمَ مُواطنِيهَا ، تَرَكَت خَلفهَا جُرحًٰا يَصعبُ إعاَدَة تَرمِيمه لَيسَ بَينَ اللّيلَة وَ ضُحَاهَا.

-" أمِي مَالذِي عَلَي فِعله ؟ هَل سَتَبقَى هَذِه هِي حَالتنَا ؟ لَقَد مَرت سِنينٌ بِالفعل ؟"

بَينَ أَسوَار ذَلكَ الكُوخ المُهتَرء وَ بِدَاخل المَطبَخ تَحَدَّثت الشْابَة ، مُخرِجَة حُرُوفَهَا بِملَلَ وَاضِح تَتَساءَل عَن حلِ لمَا يَحدُث مَعَ عاَئلتِها بَينمَا تَقُوم بِتَقطيع الخُضر مُسَاعدَة لَوالدَتها التِي لَم تُجبهَا بَل أَكملَت تقَوم بِعَملها و كَأنه لَم يَكُن هِنَاك سُؤَالا يَجب علَيها الردّ عَليه وَ بِالفِعل الشّابة لَم تَستسلم بَل مَرة أخرَى نَطَقت كَلمَاتها بِضَجر وَاضِح المَلامح علَيها -" أُمي ؟ مِن فَضلِك تَحَدّثِّ معِي ، هَل سنَبقَى هِنَا بِهَذَا الكُوخ بَينمَا مَنزلنَا يَتنَعمُ فِيه رَجل فَرنسيّ أَحمَق مَع عَائِلته ؟ يَجبُ عَليهم الرّحِيل مِثلَمَا رَحَل مُعظَم تِلكَ الفِئَة البَغيضَة..!"

آخرُ كَلمَاتها خَرَجَت بِنَبرَة مُشمََئرَة جَعَلت وَالدَتها تُطلقُ قَهقَهَة صَغيرَة لِتجِيبهَا بَعدهَا بِنبَرَة جِدّ جديّة -" يَا عَزِيزَتي إيناس لَيسَ لَدينَا القُوة لِفعْل أَي شيَء إلّا الصَبرُ عَلَى مَا إبتَلانَا اللّه بِه ، هَذِه هِي الحَيَاة وَ يجِب عَلينَا عَيشهَا عَلَى طَريقتها ، فَضلا يَا حَبيبتي حضّرِي المَائدة مِن أجل الإفْطَار وَ دَعِي يَومنَا يَمرّ بِسَلام."

الشَّابَة لَم تَتَحدّث بَعدهَا بَل أطَلقَت تَنهيدَة فَاقدَة بهَا الأَمل مِن الخَوضِ فِي جِدَال معَ أمهَا كَكُل يَومِِ وَ مِبَاشرَة رَفعَت ثَوبهَا الوَاسِع الحَرِيرِي لِتطِويه عَلَى بِنطَالها ثُم بَاشَرَت بِتحضِير المَائدَة. مَرَّت عَشرُ دقائق بِالفعل وَهَا هُو الإفطَار قَد تَم تَحضيرُه لِتسَاعد إيناس وَالدتها في وضع الأكلَ علَى الأطباق ثُم رَكَضَت نحَوَ الغُرفَة الوحيدَة المَوجودة بِذَلك الكُوخ إلَى جَانب غُرفَة المَعيشَة المطلَة عَلَى المَطبَخ.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن