28

322 53 135
                                    

' I want you,  do you want me ?'

أنا أُريدك فهل أنت تريدِينني؟.


حينما دقت الساعة الخامسة مساءً فرانسوا دينور أخفى ذلك المِشبَك بِداخل جيب معطفه الريشي ، ليهم ذاهبا إلى سيارته بحيث يقفُ إليوت هناك، ينتظرُ قدومه ليفتحَ له الباب الخلفي من أجل ركوبه،  قد أخبرته إيناس حينما زارها صباحا بوجه قلق أنها لا تريد منه القيادة بيده المُتضررة و يجب عليه أن يصبر إلى غاية أن تتعالج بشكل كلّي ، لأن دينور رجلٌ عاشقٌ و مغرم ها هو ذَا يوفي بوعده للشابة بأنه سينتظر حتى تصبحَ كفه بخير من أجل العودة للقيادة بنفسه، إليوت قررَ المساعدة إن إحتاج الرجل توصيلة و  فرانسوا وافقَ مباشرة على ذلك .

أمطار شتوية قَد بادرت بالسقوط في مساء هذا اليوم،  لكن رغمَ ذلك قرر الفَرنسيُ الذهاب إلى وجهتِه أوَهيَ منزلُ عائلة التاجر سيمون شَابوِي ذو الأخلاق الدنيئة كما ينعته جميعُ من يكن الكره له، قادَ إليوت ببطئ شديد كون الطريق مُنزلقًا بسبَب الغيث الذي يقع من السماء ، أما فرانسوا فكان صبورًا جدا و لم يطلب منه الهرولة في قيادته كونه يعلم مخاطر ذلك و نتائجه.

أخذَت السيارة نصفَ سَاعة لتصلَ إلى وجهتها المحددَة ، حينها ركَنَها إليوت بجانب الرصيف أمام الباب الرئيسي لذلكَ المنزل الفخم ثم  تَرجَل فرَانسوا يَضع أقدامه أرضا لِيردفَ بِبرود كَبير كعَادته - " يمكنكَ البقاء هنَا يا إليوت و سأعود بسرعَة"
هَزَ الرفيقُ رأسه بإيجاب ثمَ أغلقَ كلَ النوافذ لتجمدِه منَ البرد ، ينتظرُ الرجل الذي رحَلَ يمشيِ بطوله الشاهق و فخامة خطواته نحوَ الداخل.

حينمَا وصلَ إلَى بَاب المنزل بعدمَا مرَ على المسبح و الحديقة ضغطَ علَى ذلكَ الجرس ليمكثَ في مكانه منتظرََا قدومَ أحد و فتح له الباب، ظنَ بأنَ الخادمة من ستقوم بذلك لكنه شعَرَ بالقرَف حينما شَاهد السيد سيمون يفتحُه في حين يُحملقُه بِنظرَات مُملَّة و خانقة ثم تحدَثَ بِنبرَة مُغتاظة ساخطَة - " أوه، فرانسوا دينور ؟ مَالذي أحضرَك إلَى منزلِي في هذه الساعة من اليوم و أساسََا فنحن لم نعد نستقبلُ أي زُوَّارًا مَع الأسَف يَا بُني"
بَادَله دينور بتحديقَات حَادة ثم ضَعطَ على أسنانه لِيجيبَه بِصوتِِ مُمتَعض سَاخط كأنه يُريدُ  إلقَاء رصَاصة قاتلة عليه وسَطَ رأسه-"  حَتى وَ إن كَان هذا السبب يا سيدي التاجر؟ "

أخرَج ذلكَ المشبَك من جيبه ليُبَاشرَ بتَحسّسه بِأصابع يَده أمامَ العجوز الذي فتحَ عيناه بوسعها منذهلًا ممَا يرَاه ، فهذَه كانت هديته لطفلته حينمَا دخَلت الخامسَة و العشرين من عمرها قَبلَ أشهر طويلَة، إندفعَ نحوَ الفَرنسي ليُحاولَ  خطفَ  مشبَك الشعر من يدِه و لكنه فشلَ في ذلك ، عادَ الأخير بِخطواته للخَلف ليرفَع ذراعه في الهواء يمنَعه من أخذه و سيمون صاحَ بِغَيظ ممَا يحدُث هنَا - " أيهَا الحقير مالذي تفعله بِمشبك شعر إبنتي؟ هيَا أعده لي يا إبنَ- أوَهل سرقته منها؟  فهيَ لم تجدْه منذُ مدَة"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now