17

517 73 109
                                    


'october girl's fires'

.

' نِيران فَتاة أكتوبر '


لَم تستوعب المرأة مَا قالَه لها، كيف باشر بترجّيها، يعانق ذراعها يمنعها من الرحيل في حين ملامح وجهه أقل ما يمكن القول عنها 'مُتعبَة، خائفة، مشتتة' ، لم تستطع إيناس البقاء أو الرد علَيه بَل دفَعته تعيد ذراعها للخلف في حين تركض نحوَ والدها، حاوَلت إمساكَ نفسها منَ الإنهيار و قد نجحت في ذَلك بصعوبة لتحيطَ مقعد والدها بأصابعها ثم تتحدث له هَامسة - " هيَا لنَرحل يا أبي"
لَم يُجادلها السّيد موَسى بَل  إستَشعرَ الحزنُ في صوتها، لهذَا هزَ رأسه يومئ لَها بِبطئ في حين يجيبها بنَبرَة صوته الحنونة - " ماذا عن أصدقائك يا إيناس؟"

دَفعَت ذَلكَ الكرسيَ المتحرك من دون أن تردَ على سؤاله ،  تحاول فَقَط الخروج من هنا و حينمَا كَادت تمرُ على الرجل الفَرنسي الذي يتأملها ، يمْنعهَا عن الرحيل بَينما يَضَع كفه فوَقَ خاصتها يُوقفها في مكانها وَ بسكينة إقترَب منها خطوة  ليقفَ بجانبها يهمسُ لهَا بِصوتٍ يائس غَير مبتهج - " من فَضلك دعيني فقَط أوصلك أنتِ وَ والدك؟" لم تَنظر لَه بَل لم تكَلف عناء الإلتفات له وَ فَقَط تَحدّثت بِنبرَة فَرَنسية قاسية صَرِدٍ كَأرض يناير المُثلجَة - " لَن تُحبَّ لدَرجَة أن تخوَن ديَانَتك بَين لَيلة و ضحاها ، لهَذَا كَفاك إصرَارََا! لَم يكن بيننَا ما يُسمَى بعلاقة قريبة أو حُبّ  كما تحسب!  بَل لم نكن سوى شخصَين قد عرفَ أحدهما الآخر في ظَرف غير طبيعي! "

توقفَ الرجل عَن تحَسّس بَشرتها الناعمَة تلك حينمَا نطَقَت كلماتها الجَامدة ،  رَحلَت.. رحلَت و تَركَت خَلفها رجلََا ثلاثينيّ حَزينُ القَلب ، حَزينٌ كَرَجل ثَلج قَد تَمَّ صنعه من أجل اللعب به و حينمَا تمَ الإنتهاء منه تُركَ وسَطَ تلكَ الثلوج ينتظرُ شروقَ شمس ساخن ليذيبه و يحرقه.
حملَ فرانسوا جَسَده يأخذه إلى مقاعد الطين تلك يجلس عليها بعدمَا راقبَ المرأة حتَى إختفى ظلها عنه، لَم يَستطع إستيعاب ما حَدث بَل عقله قَد توقف عن العَمل، قَد توقَفَ كَسيارة أوقفها شرطي المرور لمخالفة صاحبها القوانين و الفرق هنَا الفَرنسي لم يخالف أي قانون و كل ما فعله هو أنه إعترَف بِحبّه، إعترفَ ثم ترَجّى من أجله و لكن ليسَ كل ما تشتهيه النفس سَيحدث.

-" فرانسوا ؟"

إقترَبت الشقراء نحوَ الرجل تحدق به في حين تناديه بإسمه، تنظرُ إلى ملامحه الفارغة وَ ذهنه الشارد ، لدرجة أنه لم يسمعها  فهو في عالم بعيد عنها و لم يكترث بالعودة إلَى هنا بتَاتا.. إليوت جاء خلفَ جوليا يتقدم نحوَ سيده في حين يُلوح له على أمل أن يجذبَ انتباهه و حينمَا لم يستطع ،هو فقط وضَعَ كَفّه علَى ذراع الرجل الذي مباشرة نظَرَ إلَى شقيقته فقَط أَيقظه من كابوسه.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن