37

295 43 169
                                    

' While the world is theirs '

' في حين العالم لهم، أنا لكِ و أنتِ لي '

.

أسبوع قد مرّ على رحيل الزوجين من هذه الحياة فقد تم تنظيم مراسم الدفن في اليوم التالي و لايزالُ الناس يأتون إلى منزل عائلة بوسعدي من أجل العزاء، فقد عادت إيناس إلى المنزل بعدما تم تنظيفه و تعديل كل ما يخصه من طرف جوليا و الرفاق ، لتعودَ هي و شقيقها نذير إليه، بالإضافة إلى كل ذلك مازال الشقيقان لم يعتادا على غياب السيدة عائشة و السيد موسى، لم يخرجا بعد من الصدمة فكلاهما غارقا في أحزان لا منتهية.

باتت جوليا تأتي معظم الوقت إلى إيناس و مرات عدة ترافقها سارة، خوفا من تركها لحالها ثم بالنسبة لفرانسوا لم يزرها منذُ يوم المستشفى بل أرادَ الإبتعادَ عنها لبعض من الزمن إلى أن تستجمع شتات نفسها فهو قد توصلَ إلى فكرة أنها لا تحتاجه بعدما طردته بذلك الشكل.
في كلّ ليلة هي ستنامُ على وسادتها المبللة بدموع إمرأة حزينة قد فقدت أغلى ما تملك، كان من الصعب إخبارها بموت والدتها ، لكن نذير قد فعلها بكل قوة و قال لها، في بداية الأمر لم تُصدق لدرجة أنها كان يخيلُ لها صورة أمها فتمكث تنظرُ إليها متحدثة معها لوقت طويل إلى أن علمت أخيرا بأن السيدة عائشة لم تعد موجودة بل إختطفهَا الوفاة إليه في وقت أبكر.
في يوم آخر إستقامَت إيناس من فراشها ثم اتجهت إلى الحمام لتفتحَ حنفية المغسلة من أجل غسل وجهها و الوضوء لتصلي صلاة الفجر، بالرغم من أن الشابة لم تتخطى بعد ما حدثَ معها ، لكنها باتت تحاول التأقلمَ مع كل ذلك فقط من أجل شقيقها الوحيد الذي بقيَ لها، بعدما قامت بالصلاة و الدعاء ، هي أخذت طريقها إلى غرفة نذير كي توقظه من أجل المدرسة و بالطبع لمجرد تحريك كتفه هو إستقام متوجها إلى الحمام ، فأدركَت أنه لربما لم ينم أساسا فنومُ شقيقها ثقيلا جدا و من الصعب إيقاظه ، لكنه قد إستقام قبل قليل بسرعة البرق...

توجهت الشابة إلى المطبخ لتباشرَ بتحضير فطور الصباح من أجل نذير الذي ذهب ليُغيرَ ملابسه كي يذهب إلى المدرسة، جسد العربية قد نُحفَ بشدة ، فأولا هي لم تعد تأكل الكثير إلا لقمة فقط و ثانيا التفكير قد هلكَ عقلها و صحتها، لم تعد تهتم بنفسها و كل ما يهمها هو الإعتناء بشقيقها الذي تُركَ كأمانة لها من والديها، هي تريد الإهتمام بما يخصه و الإعتناء به فهذا كل ما ستفعله حاليا.
وضعت كأس الحليب فوق الطاولة لتحط بجانبه البسكويت المتموضع فوق الطبق، ثم جلست على الكرسي تنادي نذيرَ بصوتها المبحوح - " نذير يا عزيزي تعال لتأكلَ شيء ما قبلَ رحيلك!" و الشقيق رد عليها بـ - " قادم يا أختي" ليهرول إليها بعد ذلك، يجلس في َمكانه ثم باشر بأكل فطوره إلى أن تحدثت شقيقته الكبيرة بنبرة صوت هادئ تستقيم من مقعدها-" سأحضرُ نفسي من أجل إيصالك فانتَظرني أيها الفتى الشاطر "

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن