صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]

06

'magic'

' سِحر '

•

•

•

لَم يَتُق الرجل إلَى يَوم من أسبوع السنة كمثل هذا اليوم، فرانسوا لم يكن من الرجَّال المتحمّسين ذو الطّاقة المُشرقَة، الرجال الذين يُخلقون جوَّا وَسَط مجموعة من الناس.
لم يكن يتحدث وَ يضحك كثيرا بَل لطالما كانَ شخصََا مُملََا هادئ الطّبَاع، يكره التّواجد مَع أناس غربَاء، دائرة معارفه محصُورَة بين عائِلته و كم شخص يُحسَب على أصابع يَده وَ لكن هَا هُو ذَا يَقفُ أمَامَ المرآة المُثبّتَة علَى جدارِ غرفته ذو اللون الأسوَد في حينٍ يُعدل سُترته و كَعادته هو مولعََا بَارتداء بدلات رسميّة عندما يعمل أو حينما يكون لديه موعد مهم.

حينمَا إنتهَى من تعديل نفسه هوَ اقتربَ يَأخذ قارورة العطر الرجالية الفخمة ليرشَ فوقَه القليل ثم وَ أخيرا هو ثَبَت ساعته ذات اللون الفضّي علَى معصمه الأيسر ليهم بالرحيل.

بعدما نَزل إلَى الطابق السّفلِي َلاحظَ وُجود جوليا مَع إليوت يَقفان أمامَ المطبخ يتحدثّ أحدهما مع الآخر فِي حين أخته تبتسم بينما سائقه ينظرُ إليها تائه في تقاسيم وجهها الخجولة تلك، بالطبع الرجلُ الفَرنسي قَد إشتَمَ بَعضََا من رائحَة الغرابة هنا وَ لكن بما أنه قرَرَ أن يكون يومه جيدا فهو لم يتحدث بَل إقتربَ منهما يُطلقُ سعَالََا طفيفا معلنا عن قدومه ليبتعد مباشرة الشاب عن الفتاة منحنيََا له وَ برسمية هو نطَق كلماته - " صباح الخير يا سيدِي"

لم يرد فرانسوا عليه بَل مباشرة حرك رأسه يومئ في حين رمَق أخته بنظرَة هادئة ليبتسم بعدها - " صباح الخير يا ملكة جمال العالم.." صمتَ قليلََا ليُتمتمَ بعدها تحتَ أنفاسه حينما نظَرَ إلى ساعته - " إلَهي يجب علي الرحيل يا جوليا، إعتني بنفسك "

صرخَت الفتاة بصوتها تحاول إيقافه حينما هَمَّ خارجا - " إلَى أين يا فرانسوا ؟ ماذا عن قهوتك؟" و بالتأكيد لم يرد عليها بَل كان قَد ذهب فعلا وَ هي قهقهت علَى أفعاله هذه مفكرة بأنه يوجد شيء ما خلفها و ستكتشفه عاجلا أم آجلا.

إنه يوم الأربعاء و لربما هذَا اليوم الوحيد الذي استيقظ فيه فرانسوا باكرا و بحماس مفرط، أو لربما حتى لم ينم؟ حسنا كل شيء متوقعٌ منه.

هو سَيلاقي تلكَ المرأة كيفَ له أن يكون هادئا؟

الرجل لَم يؤمن بالحب وَ لَم يؤمن بالإعجاب من أول نظرة بَل هو لَم يؤمن بهذه المشاعر أَساسََا، لم يجربها وَ كل ما كان يفعله هو الخروج بمواعيد تحتَ عنوان عدم الإلتزام، ليلة واحدة و ينتهي كل شيء، ينتهي كل ما لم يبدأ بالأصل، كان يقطع كل ارتباط في يوم واحد وَ لم يقدر على أن يدخلَ في علاقة طويلة المدى.